عندما كنت في الحادية عشر من عمري قررت أن أكتب قصة ، وقد فكرت أنها لن تكون فكرة سيئة و كنت قد قرأت العديد من القصص التي كانت منتشرة في زوايا منزلنا لذلك فقد ظننت أن لدي صورة واضحة عن كيفية كتابة قصة ، وبالفعل قمت بذلك وكنت متحمسة لأن أريها لبعض الأشخاص ، أولا أريتها لأستاذة اللغة العربية ودعنا نقل أنها كانت "مستخلفة" بسبب تغيب الاستاذة الرئيسية ، - أعتقد ان الجزائريين سيفهمون ما أعنيه - وبطريقة أو أخرى فقد أعجبت بها كثيرا ، حتى أنها كتبت لي ملاحظة لطيفة ، ثم قرأتها على مسامع أمي ، لقد ابتسمت وشجعتني بالطبع لكنها لمحت إلى أن هذه القصة تشبه في العديد من جوانبها قصة هايدي -أعتقد أن الجميع يعرفونها - لم أستطع استيعاب الأمر في بادئ الأمر لكنني أعدت قراءتها لأتأكد ودعني أخبركم أنني قد فوجئت كثيرا ، بل شعرت بشيء من الخزي ، لقد كان الأمر برمته أشبه بنسخ قصة على WINWORD وتغيير بعض التفاصيل الصغيرة هنا وهناك ، المشكلة تكمن أنني لم أشعر بالشبه أو حتى بمعرفتي لهذه الحبكة التي أنا بصدد كتابتها وأنا أقوم بذلك رغم أنني أعرف قصة هايدي جيدا ، لقد تذكرت هذه القصة حين وجدت مسودات القصة وأنا أحمد الله ان الأمر اقتصر على قراءة أستاذة لها فقط لأنني كنت أدرك كم الاحراج الذي كنت معرضة له في حال قرأها أحد و أعطاني تلك النظرة التي تقول ............ أعتقد أنني قد قرأت شيئا مماثلا لقصتي في كتاب يحكي السيرة الذاتية لهيلين كيلر -وهي فتاة بل إمرأة قوية مبدعة وملهمة رغم أنها كانت بكماء صماء وعمياء - حيث أنها وفي صغرها قامت بكاتبة قصة أسمتها " ملك الصقيع " وقد شعرت هي ومربوها ومعلموها ككل بالسعادة لأن هذا كان انجازا بالنسبة لفتاة في مثل حالتها إلا انها لم تلبث أن صدمت عندما عرفت أن القصة التي كتبتها كانت مماثلة تماما لأخرى كتبتها آنسة تدعى مارجريت كانبي و تدعى " جنيات الصقيع " ويبدو أن مربيتها كانت قد قرأت هذه القصة لها عندما كانت تحاول تسليتها -لا أعني القراءة الحرفية بل طريقة خاصة بالأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من المشاكل -المشكلة تكمن في أن هذا الأمر جعلها تفقد ثقة رجل كان عطوفا عليها رغم أنني لازلت لا أستطيع أن أفهم كيف يعقل أن هذا الرجل ظن أنها خدعته أو شيء من هذا القبيل ففي النهاية هي مجرد فتاة صغيرة ،وقد جعلها هذا الأمر تحجم عن كتابة الخطابات خوفا أو اعتقادا منها بامكانية استخدامها لعبارات كانت قد قرأتها في كتاب . وأعتقد أن هذه المشاركة لا تحمل قيمة فعلية لكنني أتساءل إن كنت قد مررت بحالة مشابهة .
السرقة الأدبية في سن الحادية عشر
يحدث كثيرا أن يعلق في عقول الكتاب جزء من قصة قيلت لهم أو قرؤوها مجرد قراءة سريعة ، ثم يقومون بدون وعي بتدوينها ، لذا في السنوات السابقة عندما اقتحم الإنترنت العالم العربي لوحظ التشابه في العديد من النصوص سواء في المنتديات أو على مستوى المشاهير ، وصل بعضها إلى حد التشهير بالسرقة الأدبية.
طبعا الأمر لايخلو من سرقة أو تأثر بنص أعجب الكاتب في كثير من الأحيان ، لكن الحالة التي ذكرتيها تحدث أيضا لذا لايمكننا الجزم بنية الكاتب دائما واتهامه بالسرقة.
إلا أن ذلك لايمنع أن يصاب الكاتب الجيد بالحرج عندما يمر بمثل هذا الموقف :-).
شكرا لك
التعليقات