قصتي مع التنمر في السعودية.


اظن ان هناك نوع من الشخصيات جالبة للتنمر والتحرش، كأنها صفات جيولوجية في طبيعة تكوين المجتمع، ففي المجتمعات الحيوانية يتبع القطيع الذكر الذي يتميز بصفات تدل على انه الاقوى، وهذا قد يتكرر بطبيعة الحال مع المجتمعات البشرية؛ فوفود شخص تدل صفاته على انه قد يكون الافضل لقيادة القطيع ككونه اعلم او اضخم او اطول او اقوى، تجعل افراد المجتمع يرفضونه ويكونون طبقة تدافع عن كيان مجتمعهم وقواعده واحلافه عبر اطلاق عبارات تحجم من آمآل الوافد او ممن تسول له نفسه ان يكون علاقه او جماعة مع الوافد تتنافس مبادئ وافكار الجماعات الموجودة فتقبح محاسنها وتحسن مخازيها (كذكر اسم الام او قول بابا او ماما)، وهذا شيء متفهم في المجتمعات فلابد ان يكون لها اشياء تدافع عنها وبالتالي الاندماج في بعض المجتمعات سيكون صعباً في حال اختلفت المبادئ والادبيات كثيراً؛ فمن زمان كان اغلب السعوديون لا يملكون تلفاز والذي يملكه منهم لا يشاهد الافلام والمسلسلات المصرية ولكن الآن اختلف الوضع وصار الاندماج اسهل لأن السعوديين صارت عندهم فكرة عن ادبيات المصريين ونظرتهم للحياة وزاد احترامهم لهذه المبادئ.

لكن لاتزال هناك مشكلة عند الوافدين في هذا الجانب، فيجب عليهم ان يفهموا ثقافة ومبادئ المجتمع الذي يعيشون فيه وان يطلعوا ادبياته ولا يشاهدوا فقط مسلسلاتهم وافلامهم ولا يحاولوا ان يتقنوا لهجة البلد التي هم فيها؛ فقد لاحظت ان كثير من الوافدين الذين اتقنوا اللهجة اندمجوا في المجتمع احسن مني XD بكثير و وجدوا فرصاً افضل ممن لم يتقنها وكونوا علاقات اوسع «حتى ان بعضهم قد تحلف انه من القصيم منذ ان تراه ولا تصدقه اذا قال لك انه مصري».

بالنسبة لي انا كغيري تعرضت لحالات مشابهة من مدرسين مرضى وطلاب حمقى فقط لإختلاف معلوماتي وطريقة حكمي على الاشياء عن باقي الطلاب، واظن اني تعرضت لأشد مما تعرضت له انت من حماقات الطلاب وشر المدرسين. ولكن الاشياء تمضي وتمر ولعلنا نستفيد منها -ان شاء الله-.


قصص وتجارب شخصية

شارك كل ما يحدث معك من قصص وتجارب حياتية مفيدة، واقعية، وغير منقولة. مشاركتك هذه قد تلهم الآخرين، وتنقذ حياة شخص ما.

76.9 ألف متابع