في نهاية 2016 قمت بإغلاق كل مواقع التواصل الاجتماعي على اللابتوب، ومسح كل التطبيقات من على الهاتف الخاص، ربما لم يكن قراراً سهلاً، لكنه قرار كان لابد منه عاجلاً أم آجلاً.

المهم حسمت أمرى بالفعل وبدأت في التطبيق، في البداية أول أسبوع كان مملاً ، وكان اليوم طويل للغاية، يمر ببطء شديد، أعتقد لأن معظم وقتي أن لم يكن كل الوقت كنت أقضية على السوشيال ميديا، كان يجب على ملئ الفراغ، كبديل للسوشيال ميديا لجأت للأفلام أصبح الأمر مملاً أكثر، كان لدى الكثير من الوقت للتفكير وإعادة النظر في سير حياتي العملية.

وبالفعل بعد نهاية أول أسبوع بدأت وضع خطة لمدة 3 شهور من خلال طرح عدة أسئلة مثل ماالذي يمكنني أن أقوم به خلال تلك الفترة يطور من مهارتي، ويضيف الى السيرة الذاتية الخاصة بي؟

مالذي يجب أن أقوم به حتى أقلل من حدة الملل خلال اليوم؟

كيف أهتم بصحتي النفسية، والجسدية؟

احتجت لأسبوع أخر أقوم فيه بالتخطيط للثلاث شهور القادمة، ووضع خطة بديلة.

اخترت 15 كورس أونلاين بين كورسات متخصصة في مجالي، وكورسات في الإدارة والقيادة، والتي أعتقد أنها مهمة جداً لأي شخص أيا كان مجاله، قسمت ال15 كورس على ال3 شهور بمعدل كل يوم جزء من 3 كورسات بالتوالي.

وبدأت في تحسين لغتي الإنجليزية من خلال عدة كورسات أخرى، وكنت قد شرحت الخطة التى وضعتها في مقال سابق على حسوب، ثم بدأت في تعلم لغة جديدة واخترت الألمانية لأنها كانت مناسبة لحياتي العملية كما خططت لها.

بدأت ممارسة رياضة الجري بمعدل 4 كيلومتر يومياً، كانت تحسن من حالتي النفسية بشكل كبير، وكانت تعمل كحافز قوي يساعدني للإنتهاء من الواجبات اليومية.

بدأت في أول كورس بشكل بطيئ ومتزن من أول يوم، وليس في أخر يوم في الكورس كما كنت أفعل في السابق، وبدأت في وضع فواصل بين الكورس والأخر، حتى لا أشعر بالملل، كنت أشاهد فيديو تعليمي، أو فيديو خفيف يحتوى على معلومة ما، وربما كنت أحضر كوب من الشاي، وهكذا أستطعت أن أتخلص من الملل الحاصل خلال التتابع، أو ضغط المذاكرة.

في نهاية الثلاث شهور أستطعت الإنتهاء أكثر من 100% من الخطة التي قمت بوضعها في البداية، ولم يكن شعوري أفضل مما كان في تلك الفترة.

وأعتقد أنني أسترددت قيمة نفسي في تلك الفترة المتمثلة في وجود هدف، وخطوات تسعى لها، فلن تجد أفضل من أن تنام وأنت قمت بإنجاز مهامك، وتستيقظ لتستكمل مشوارك بخطوات للوصول للهدف النهائي.

كما أنني أستطعت التغلب على عادة السوشيال ميديا، يمكنني تركها في أي وقت، ولم تعد جزء من اهتماماتي أو من ممارساتي اليومي، الخطة كانت تكمن في كسر تلك العادة المتعلقة بوسائل التواص الإجتماعي.

والحمد لله نجحت الخطة في النهاية.

فإن أردت أن تشعر ببركة الوقت مرة ثانية أعتقد حاول أن تبعد قليلاً عن السوشيال ميديا، وتجربة التخلى عن هاتفك لبعض الوقت حتى تنقطع تلك الروابط، وتصبح أنت المتحكم في كل شئ في النهاية.