الواقع المفكك
حسناً ،انا طالبة في كلية الحقوق لظروف قاسية سأعيد دراسة السنة الأولى بالكامل برغم تعبي و مذاكرتي و ضغطي و كما نقول "تقفيلي لكل اجابات اغلبية امتحاناتي بالشكل الصحيح" .. لا راد لقضاء الله.
بين اسرة مفككة جداً قبيل قشة من ان تنهار كليا، و عزلة نصف اجبارية نصف اختيارية..بمعنى انني لا اخرج من المنزل و لا املك سوى العالم الافتراضي للخروج عن نطاق جدران غرفتي، و غَلق سيمتد لفترة لجميع وسائل تواصل الآخرين معي (فيس بوك / انستارغرام/ واتساب..) ،قررت ان امارس وسائل للتهرب من العائلة التي تبث سموماً طوال الوقت و من فكرة ان سنة من حياتي سأعيدها ثانية مع واقع اني مرهقة نفسيا و عصبيا و جسديا مع ذلك تتبقى لي في اجازة الصيف ثلاثة من الشهور.. قررت خلالها ان اتهرب من الواقع بطُرُق مفيدة.. تُعيد بنائي ثانية على الاقل لأتخطى السنة القادمة جيدا و انسى ما سبق.
لنبتعد عنه قليلا
قررت ان اقرأ مثلما كنت سابقا -دودة كتب- ، قررت ان اعود لتعلم و ممارسة التصميم على برامج ادوبي، قررت تعلم مهارات النقد السينمائية و تنظيم غرفتي لملئها بأمور اهتم بها حقا، و كذلك تنظيم نفسي و المواقع التي تحظى بزيارتي يوميا، قررت امورا كثيرة.. و بدأت منذ اسبوع تقريبا بالقراءة اليومية الشرهة في مقالات منوعة على الانترنت ، سأعترف ان عادة القراءة السريعة تقف ضدي و اريد نصائح تساعدني في ابطاء عيني قليلا لأفهم ما اقرأ و اتريث في معالجته في عقلي.. ، اخبرني كيف استمر في ممارسة كل ذلك و تقرير اشياء جديدة مع احيائي لشغفي كل مرة يقترب فيها من ان ينطفئ -مثلما يحدث الاآن- ؟ اريد ان تخبرني كيف اتوقف عن التدخين، كيف اتوقف عن الثرثرة، كيف اتوقف عن ان اكون حساسة و عاطفية ، كيف اتوقف عن الشكوى ، اخبرني كيف اغذي عقلي بالطريقة الصحيحة ..و عن وسائل و مواقع يمكن لي زيارتها تساعدني على المشاركة -بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي- في نقاشات حول مواضيع نقرأ لها اولا، و ندرسها معا، اريد ان اتغير حقا.. و ان اصنع لي عالم خاص و اهداف جديدة و كيان مختلف.. اعني انني كنت قبل ان تزداد مشكلات هذه العائلة بشكل خانق منذ رمضان سنة 2016 حتى اليوم : كنت ارسم ، اقرأ كتتب و روايات و اكتب مراجعات عنها في مجموعات على مواقع التواصل تهتم بالكتب و شغف القراءة فقط، و كنت امارس تعلم العزف و التصوير و كنت مهتمة بالفن و الرَقص و التاريخ و الخروج لهذه الاماكن التراثية في قلب القاهرة و غيرها ، كنت اصحّ عقلا و اكثر طاقة ..كنت افعل حقا اشياء كثيرة و متنوعة لن اذكر شيء اخر منها كيلا اطيل.
كنت اتحدث مع ناس كُثُر ، الآن انا منهكة ، و قدراتي العقلية على التركيز و التذكر و مقاومة ادمان التدخين و الافعال المتهورة و المشاعر السلبية تقريبا صِفر على اليسار.. جعلتني بوجه باهت غير قادرة على ان اتواصل مع احد..
مُد يدك !
ساعدوني حقا و استفيضوا ، عن خطط لأعيد من خلال ممارستها لعقلي و شغفي و طاقتي و كياني كل ما فقدته و اكثر اضعافا!
التعليقات