الى الأشخاص الذين يتقنون لغة أخرى غير اللغة العربية
حدثوني عن تجربتكم ,كيف أثر استخدامك الدائم للغة الأجنبية على لغتك العربية؟
هل تستطيع بسهولة التنقل بين اللغتين بسلاسة ؟ هل تواجه أحيانا صعوبة بتذكر كلمات عربية ؟
حينما كنتُ أدرس، كانت دراستي بالأجنبي، و قد أثر هذا على لغتي الأم بشكلٍ كبير، حيث أنني تخرجت بعد ٥ سنوات من الدروس و المحاضرات المكثفة باللغة الإنجليزية، بخطٍ سيء و بمقدرة لغوية ركيكة بعض الشيء في لغتي الأم، و بالرغم من ذلك انجليزيتي لم تصل لحد الاتقان و لكن التواصل كان جيداً، و قد أحتجت و قتاً طويلاً لأعتد على قراءة روايات و مجلات و نصوص طويلة باللغة العربية.
و دعني أستطرد من فضلك :)
أنا عموماً ضد التعلم بالأجنبية و لكن مع تعلم لغة أجنبية، ذلك أن التعلم بالأجنبية يُفقدنا القدرة على التواصل و التخاطب و حتى القراءة و الكتابة بلغتنا الأم، بمعنى آخر ( مسيرتنا مع اللغة العربية تنقطع )، لذلك أجد كثير ممن أستمر معهم الحال بالإنجليزية إلى هجر لغتهم العربية (يعتبرها البعض طقوسية لا أكثر)، و هذا معدل خطير، حيثُ أن الكثير يُوهم بلغته التي أكتسبها مؤخراً و يظن أنه بها حاز على كلِ منابع المعرفة و تمكُن من كل فنون البيان، و كثرةٌ ممن رأيتهم لا يقوون على قراءة ورقةٍ علمية باللغة التي يدْعون أنهم تمكنوا منها! حقيقةً التعلم بالأجنبية أدى بنا إلى معرفةِ لغتين هشتين لا يُكمل أحدهما الآخر، و قد تجد في عالمنا العربي، كُثرٌ يتأتأون و يتمهلون و يكررون مفردات معينة و قد يجد البعض صعوبة في استحضار كلمات لّتعبير عن نفسه، و هذا كُله بسبب أننا لم نأخذ العلم بالعربي، فبالتالي، مخزوننا اللغوي فيها قليل مقارنةً بالأجانب الذي يتعلمون بلغتهم الأم.
أظن أن اتقان لغتين بنفس المستوى أمر صعب وقد شق ذلك حتى على كبار الأساتذة من المتخصصين في اللغات الأجنبية مثل ( أ.د. عبدالمجيد الطيب ) - و أنصحك بالاستماع لحديثه بالمناسبة - .
و اللغة الأجنبية علم أكثر منها مهارة، و لهذا خُصص لها كليات متخصصة.
تعلم الأجنبية يؤخذ بالقدر الذي يحتاجه الفرد و لا يزيد فيغلب على لغته الأولى فيستبدلها.
التعليقات