كنت متفوقة، احتفظت لي والدتي بجميع أوسمتي وشهادات التقدير خاصتي منذ الحضانة ومع انتهاء المرحلة الابتدائية كانت بسماكة شبر وأكثر، كنت محط اهتمام معلماتي ولطالما أعجبني هذا ودفعني للتفوق أكثر، لم أكن مهووسة بالدراسة، لكني كنت شديدة الانتباه للدرس وهذا بعد فضل الله تعالى سبب نجاحي الأول.
استمر نجاحي في المرحلة الإعدادية وكنت مفضلة معلماتي لدرجة أني كنت مشهورة في المدرسة بأسرها وكنت مضرب المثل، لكن والداي كانا يحذرانني دائمًا من الغرور وأن تفوقي فضل من الله وعلي بالمزيد، كانت دروس أبي عن التواضع ثقيلة علي لأني لم أصنف نفسي كفتاة مغرورة، الثناء من المعلمات لم يقابله مثيله من والدي مع أنني كنت أعلم دائمًا بفخرهما، لا ألومهما فلابد وأن ذلك ساعد في خلق التوازن لكنه مع ذلك أحبطني، انتهت المرحلة الإعدادية بتقدير ممتاز بالنسبة لي وهنا بدأت التغيرات:
كنت قد تعبت من كوني متهمة بالغرور والتكبر من الكثيرين، مللت من وصفتي بالمملة والانطوائية ومن كون جميع أترابي يحاولون إحراجي بأسئلة صعبة وأحاجي معقدة وكأن المتفوق يجب أن يكون نابغة، كما أنني بدأت أميل لقضاء الوقت على الحاسوب ومشاهدة الأفلام، لا أدري لم ضعفت فجأة وقررت أن أوقف كل هذا: لن أكون متفوقة بعد اليوم.
قرار وجدت فيه الراحة من الدروس والسعي وراء العلم وكم ندمت عليه تاليًا، شعرت بخطئي هذا بعد سنتين لكن تراكم المعارف الناقصة كان كبيرًا وبسببه اجتزت المرحلة الثانوية بتقدير متوسط، مع ذلك حاولت الاستمرار والتحقت بكلية الأدب العربي لتوقفني الحرب هذه المرة وتنتهي مسيرتي التعليمية بفشل ذريع
اليوم، وبعد ست سنوات، يأكلني الندم لأنني لم أحارب، لأنني سمحت للضعف أن يحبسني، سمحت لتلك الكبوة أن تدوم طويلًا
حسوبio أشعرني بمدى تأخري وتقصيري، كم أن الزمان سبقني بينما صببت تركيزي على مالا ينفع ولا يفيد، أخاف الآن من المحاولة مجددًا بعد ذلك الانقطاع الطويل، لا أعلم إن كنت لا أزال أستطيع التعويض أم أن عقلي أصيب بالكسل.... لكني أريد نسيان ماضي التفوق فقد ولى، والتركيز على الحاضر، لا أعلم من أين أبدأ فأنا في مغترب مما يجبرني على التعلم الذاتي ولا أعلم كيف أقيم مستواي ومهارتي، أظن أنه علي البدء باللغة الانجليزية فأنا لا أتقنها مع أني ألم بأساسياتها
هل جربت العودة للدراسة بعد سنوات؟ هل لديك ما تشحذ همتي به؟ هل لديك ما تنصحني به؟
التعليقات