أولا لأعرفكم بنفسي ، أنا شاب عادي وُلِدت في 14 من يناير سنة 1999 شغفي في الحياة هو البرمجة والتصميم ، ولدي هوايات عديدة منها ممارسة الفنون القتالية والرسم وكتابة القصص الخيالية ..إلخ .
تعلمت البرمجة ولا أزال اتعلمها ، ولكن في اخر سنتين من حياتي مررت بالعديد من الظروف الغريبة .
في 2015 كنت مبتدأ في البرمجة نسبيا ، وفي اغسطس 2016 إنضممت إلي جهاز أمني يدعى بـ "قوة الردع الخاصة" في بلدي ، تحت إسم مكافحة المخدرات وهناك أجهزة أخرى كالبحث الجنائي وغيرها ..
المهم هو أنني منذ أن إنضممت لهم كانت الأمور جيدة ولا أشكو من شيء بل قد تم إعطائي سيارة شفرليت طراز OPTRA 2008 وكلاشنكوف تركية ولكن في الأونة الأخيرة وتحديدا قبل شهرين ونصف ، كنا قد إكتشفنا مُوزع للمخدرات (بعد التحقيق في الامر) في منطقة سكنية شعبية وكان نظام عملي في المداهمات مرة بعد كل 5 مداهمات (اي مثلا إن قمنا بالمداهمة 10 مرات خلال شهر فيجب علي أن أقوم بالمداهمة معهم مرتين) المهم في المداهمة على ذاك الموزع في الحي الشعبي وكالعادة يجب علينا إرتداء الأقنعة السوداء والحمد لله كنت مرتديا القناع خلال المداهمة ، ولكن للأسف قمت بنزع القناع بعد قبضنا على ذاك الموزع وقد رأى وجهي شخصين من ذاك الحي وحتى المجني عليه لقد رأى وجهي أي أن 3 قد عرفوني .
ولكني لم أابه فلم أفكر أن يحدث شيء ، ولكن يال اللعنة قد عرفو حتى أين أسكن ، وقد هددوني بعائلتي وأشياء عديدة إن لم أخرج لهم صديقهم ، وقلت لهم إن الأمر ليس بيدي وحاولت إقناعهم بأنني عبارة عن منفد أوامر ومساعد محقق فقط ولا أستطيع إخراج أحد متهم بتوزيع المخدرات ولكنهم لم يفهمو ، حتى إنتهى بي المطاف بالذهاب لهم غير مسلح حتى أقنعهم (فكرت أن التحدث وجها لوجه أفضل من الهاتف) وكنت في تلك الحالة عبارة عن شخص مدني ولست عسكري لأني لست بتوقيت عمل ولا في وقت مداهمة ..إلخ .
نعم ، لقد ذهبت إلى عرين الذئب بقدماي ، ولكن الحمد لله أحيانا تأتي الرياح بما تشتهي السفن - عند نزولي من سيارتي (إو بالأحرى سيارة العمل) فكرت أنهم إن قامو بتهديدي وسرقت سيارتي فسيتم القبض عليهم من قبل الجهاز الأمني الذي أعمل به فالسيارة مدنية بأوراق عسكرية بعد كل شيء ، وكان تفكيري في محله فقد كانو يريدون سرقة السيارة منّي .
ضربوني (نعم لا تستغرب فأنا من ذهب إليهم بقدماي) وأخدو مفاتيح السيارة وكانو يفكرون أن يخطفوني وأن يطلبو فدية من عائلتي ، قلت لهم لا تفكرو في هذا حتى فعائلتي لن يدفعو لكم حتى لو قتلتوني أمامهم (إنها ثقة مفرطة في الأهل XD) ولكن يال اللعنة إذ بي أتلقى صفعة على رقبتي لا أعلم من أين أتت ويقول لي أحدهم أصمت يا "كلام فاحش" ، فصمت منتظرا أحدهم يحدثني حتى أرد عليه .
وإذا بشخص كبير أسمر البشرة يقول لي ، من قال لك أن تأتي هنا !! قلت له لا أحد ، صمت ثم أردف قائلاً إذا لما أتيت ؟ قلت له حتى اتحدث معهم ونتوصل لحل للمشكلة التي ليس لها وجود من الاساس فقال لي كيف عرفو انك احد من قام بالمداهمة على بوعا (إسم يلقبونه على بائع المخدرات الذي إسمه الحقيقي معاذ) ، فقلت له لأنني على غرار العادة قمت بنزع اللتام (القناع) من على وجهي بعد القبض على معاذ (ليس لي الحق في تسميته بوعا وانا لا أعرفه) ، فقال لي أنك مغفل ، إن أردت الخروج من هنا جاوب على هذا السؤال ، فرحت في نفسي وقلت له إسأل قدر ما تشاء ، فسألني "لما تعمل في جهاز مكافحة المخدرات ؟ هل لأنك تريد التقليل من متعاطي المخدرات أم لسبب أخر ؟" ظللت ساكنا لبعض من الوقت ثم أجبت ، " في الحقيقة هناك من يتعاطي المخدرات في قسمنا وهو يعمل ضمن جهاز مكافحة المخدرات بل هناك من لا يشتري المخدرات ويأخدها مجانا من الذين تم سلبهم مخدراتهم وسجنهم ، ولكن لأكن صريحا لم أنضم لهذا العمل للتقليل من متعاطي المخدرات وأنا أحترمهم بل إنضممت لهاذا العمل للحصول على سيارة اتحرك بها واقضي بها اعمالي وحتى اتحصل على المال فأنت تعرف أن في هذا العمل لا يتطلب منك الذهاب للمصرف والوقوف في الطوابير للحصول على أجرك (معاشك) وأمر المداهمات شيء إجباري في عملنا وبالنسبة للتحقيق فأنا مساعد محقق ولكنني لا أساعده كثيرا حتى إنه فقد الأمل مني (عند تحدثي عن المساعدة قلت في نفسي أستغفر الله فأنا أكثر شخص يساعد محققه XD) وأتيت لأسوي أمري معكم ولو كان الأمر بيدي لأخرجته لكم "
ظَل ينظر لي بطريقة مرعبة فشكله من الاساس مرعب بعد كل شيء ، وكنت أنظر للمجموعة من الاشخاص الذين بجانبي وأقول في نفسي حمدا لله أنني لم أجلب معي أي سلاح لكانو أخدوه أو ظنو أنني أتيت بنية خبيثة لهم .
بعدها قال لي أنت من أي عائلة (لا تستغرب فهذه عادة في بلادنا ان تسأل عن عائلة الشخص) فأجبت عليه بإسم عائلتي ، وقال لي هل أنت من سبها أم الزاوية أم فزان ، إستغربت أنه يعرف أصول عائلتي فقلت له أنا من سبها ، .. ظل يسأل عني وعن عائلتي واين أسكن وغيرها من الأسئلة وإكتشفنا أن جده كان يسكن بجانب جدي في المدينة القديمة XD لا تسألني كيف أنا بداتي لا أعرف وبالنهاية قال لي أنصحك بالخروج من هذا العمل حتى لا تتعرض للمشاكل ، وإن كنت تريد أي شيء فلا تتردد بالإتصال بي (نعم لقد أعطاني رقم هاتفه) وبالنهاية قال لي أنه عم المدعو "موعا" (بائع المخدرات الذي قبضنا عليه) فإستغربت ولم أشأ أن اتحدث عن هذا الموضوع ، وقال لي إذهب وتأسف لي على ما بدر من شباب الحي .
المهم بعد هذا كله إستمريت في العمل لمدة أسبوعين ثم سلمت السيارة والسلاح وإستقلت من العمل حتى لا أتعرض لهذه المشاكل مرة أخرى ، فمن يعلم من الممكن أن يكون هذا العمل سببا في موتي .
هذه تجربتي العسكرية في مكافحة المخدرات
أنصح الجميع بالإبتعاد عن هذا النوع من الأعمال خصوصا إن كانت الدولة تعاني من مشاكل أمنية .
التعليقات