حسنًا، من خبرتي المتواضعة في الحياة والبشر يمكنني القول أنني قابلت بعض الحالات المعقدة نفسيًا في حياتي، لا انفي أنه بحكم طيبتي فأنا أحاول دائمًا مساعدة الناس -لا يذكر أحد الإرادة الحرة هنا سأعد لها موضوع آخر-، ربما الأمر ليس للطيبة ولكنه لنيل الشهرة وكسب ثقتهم، ربما أريد كسب ثقتهم لأكسب الثقة في نفسي، وربما الأمر مجرد إرضاء لجنون ما، ولكنني أفضل أن أفكر فيهم أكثر فأكثر، ولذلك أنال هذه الخبرات من تجاربي القليلة، وهذه بعضها:
الحالة الأولى: مقيد عائليًا، فلنسمي صديقنا محمد، بحكم أنه اسم مشهور، هذا الصديق دائمًا مقيد من والدته، والدته معلمة، ولها جبروت كبير وسلطة آمرة عليه، في فترة من فترات حياتي بينما كنت اتناقش معه ومعها عن المدرسين ،كانت تلقي أوامر بأسماء مدرسين، وحينما اذكر أنني سأجرب غيرهم، ويحاول هو قول ذلك أيضًا، كانت تنهره وتخبره أنهم "جربوا من قبل وهذا أفضل واحد"، وهو يرضخ لها بسهولة، بالتأكيد هذه العقدة الصعبة لا يمكنني تخليصه منها، ولا يمكنه تخليص نفسه إلا بالهروب من المنزل بطريقة شرعية، لأنه إعتاد على الأمر بشكل مكثف فهذا يعني صعوبة إخراجه من هذه العقدة وهو في هذه البيئة، وما زال حتى الآن لديه هذه العبودية المريبة لهذه المرأة المخيفة.
الحالة الثانية: مقيد عائليًا ولكن متحرر فكريًا، نفس الظروف الأولى، ولكن صديقنا الثاني لديه حرية أكبر، على الأقل حرية فكرية وقولية، ولكن ليست فعلية، أحيانًا يحصل على هذه الحرية الفعلية، وأحيانًا لا، مربوط عائليًا بأم معقدة وخشنة وصلبة، هي نوع اشد من النوع السابق، لذا هي تخيفني بشكل غريب، هذه الأم التي تجبر إبنها على فعل كل شئ كما تريده هي، ولكنه أحيانًا يفلت من إرادتها بإرادته، فهي في النهاية أم وتخضع أحيانًا لرغبات إبنها، على عكس السابق المقيد فكريًا ولا يفكر حتى في معارضتها، إلا بتدخل مني بسبب فرضي نفسي عليه، وهو أمر خاطئ أيضًا، ولكنه شر لردع شر أكبر.
الحالة الثالثة: ربما كتبت عنها هنا سابقًا، هي الشخصية الشريرة المعقدة بشرها، هذه الشخصية تشبهني أحيانًا كثيرة فهي منغلقة على نفسها، لا تقيم اي علاقات مع الاصدقاء ولا تعاملهم كأصدقاء ولا حتى تهتم لهم، عادة ما سيكسر "أحمد" -اسم الشخصية- قلبك، فأنت قد تعامله كصديق ولا تجده يقف بجانبك في أي شئ، لذا هو انذل كائن يمكن أن تقابله يومًا، لأنه ببساطة ليس لديه قلب، والمشكلة أنه يدعي أن لديه قلب! هذه الشخصية تزداد مستوى خطورتها أكثر عندما تكن مشهورة إجتماعيًا، أو أن لديها ما يساعدها على كسب حب الناس، مثل حسن المظهر، هذه الشخصية لدي تجربة شخصية معها، أنا أحاول مساعدتها إيمانًا مني بانه ما زال هناك جزء خير هناك في مكان ما، وأنا أكثر شخص يفهمه لانه بيننا صفات كثيرة مشتركة، ولكنه حينما أدرك أنني أفهمه بدأ بالإبتعاد عني ومحاولة ببساطة قسر هذه العلاقة وجعلها تقوم على المصالح فقط، وهو نوع من العلاقة اتجنب دائمًا بناء الصداقة عليه، بالتأكيد أنا أنوي تحطيمه وعلاجه بالصدمة طالما لم تنفع معه باقي الطرق، ولكي أنتقم لانه كسر قلبي، وخوفًا على قلوب أصدقائي الآخرين -أو أنه فقط جنون من الكاتب ورغبة في الانتقام- أخبرتهم عنه ورأيي فيه وبدا أن الأغلبية يلاحظون ذلك أيضًا، هو الآن يمثل أكبر لغز ومعضلة في حياتي الإجتماعية، لا أعتقد انه يمر يوم دون أن أفكر في هذه المعضلة، هل هو سيكوباثي؟ ولكن لديه بعض التصرفات البشرية، أكاد أقسم أنه هناك شخصيتان منه، فبينما يحاول الإبتعاد عني لخوفه مني، فأحاديثنا القصيرة خارج مجال الدراسة تتسم بالصراحة والجرأة التي لا يبيدها لباقي الناس خوفًا على مظهره، اعتقد ان هذه أكثر حالة كتبت فيها لإهتمامي بها شخصيًا، من يدري ربما أحبه!
الحالة الرابعة: نوع آخر من التعقيد العائلي والمجتمعي ولكنه أكثر بساطة، هذه الحالة سنسميها "يوسف"، هذه الحالة فرضت عليها أمور معينة منذ صغرها وأمور لم تستطع يومًا أن تحصل عليها، فتخدع نفسها لتواسيها فتحاول إقناع نفسها أنها لا تريد ولا تحب هذه الأمور، وأخشى عليه من أن تتطور هذه المهارة في أن يقنع نفسه فعليًا بذلك ويجعل كل المفروض عليه هو أم يريده مع علمه أنه لا يريده، حالة معقدة من إزدواجية التفكير لدى الأخ الأكبر، حلي معه هو تواجدي بجانبه لدعمه والتكلم بصراحة ومصارحته وتذكيره بأساليبه، حتى لا تتطور هذه التقنية أكثر، وبالتالي أستمر بذرع الشك فيه مرارًا وتكرارًا.
الحالة خمسة: من يعتقد نفسه عالم، هو شخصية أهتمت بالحالة ستة، أخذتها كمثال أعلى لأن الحالة ستة تبدو كذلك، ولكنني حاولت أن أجذبه لي وأجعله صديق لي، فأنقلب علي وتحولت صداقته لعداوة، أتعرف هذا النوع من الناس الذي يخفي خلاف ما يظهر؟ نعم هو هذا النوع من الناس، هم كثيرون حولي، يقولون أنهم يحبونك، ولكنهم فعلًا ينتظرون سقوطك ليلتهموا جثتك ويحصلوا على قوة عملاقك، هذه الشخصية بدأت تلقي أسئلة تضرب في صميم جوهر شخصيتي، مثل أسئلة عن سبب إتباع الناس له بي مثل القول " أنه ينتمي لشلة معاذ"، ويبدو انه يمثل خطر حقيقي على سمعتي التي بنيتها على الشرف والأمور القانونية، والكثير من العرق، هو يقوم ببعض المحاولات الخفية والغير ظاهرة، ويحاول كما حاولت الحالة ثلاثة ان يرتبط بـأناس انا رفضتهم لتعديهم حدودهم، ولكن ينسى أن هؤلاء الناس أقتربوا منه عن طريقي، وانهم ما زالوا يكنون الإحترام الأول لي، ويمكنهم في أي وقت التخلي عنه إذا أغريتهم قليلًا بالإنضمام لي، ولكن المشكلة أن هؤلاء الناس لديهم حقد، الحقد الموجود لدى اي شخص لمثله الأعلى، وربما يومًا ما سينقلبون علي ويجعلوني أبدو خاسرًا عندما أعرض عليهم الإنضمام لي، وحينها يمكنه إعلان الإنقلاب وسيلاقوا مساعدة من الحالة خمسة والحالة ثلاثة والحالة واحد أحيانًا، فنسيت أن أذكر أن الحالة واحد تدخلي الكثير فيها سيربكها ويجعلها تكرهني أحيانًا، ولكن لا يهم لدي الكثير أستطيع فعله.
الحالة السادسة: شخص مجنون يتدخل في حياة الناس، هذا الشخص يرى أنه المنقذ الوحيد والمتحكم الأفضل في الكون، يرى أنه يمكنه تعديل حياة الناس للأفضل، ويرى أنه ما يراه الأفضل هو الأفضل، رغم انه لا يملك دليل على هذا، فيحاول إقناع احدهم بعدم الاستماع لأوامر والدته، ويحاول ذرع الشك في آخر، ويحاول إصابة آخر بإنفصام بالشخصية ويفرض عليه ان يتصف بالسيكوباثية ليعالجه، ثم يحزن لإبتعاده عنه، مع انه قد يكون ابتعد عنه لأنه أدرك أن الحالة ستة هي حالة مجنونة سيكوباثية وخطرة، ويحاول تقوية آخر على آخر، ويحاول القيام بمهام الشيطان في الأرض، فيا ترى هل له الحق في كل هذه التدخلات؟ هل يمكنه إستعمال قدرته في إرساء الحق؟ ام أنه مجرد حالم تافه؟
هل لاحظ احد انني أكثر من إستخدام كلمة "حسنًا"، يبدو أنها كلمتي المفضلة هي وجملة اخرى، هل تعرفها؟
التعليقات