لا اقول بان الامر صحيح ؛ اطلاقاً لا .. في نظر العديد يبدو الامر مزعجاً, جداً مزعج وقد يصل لحد الاشمئزاز ولكن هذا ماوجدتُ نفسي عليه .. لا خيار لي, احاول التغيير, صدقاً احاول.

قد لا يصدق من حولي للوهلة الاولى إن اخبرتهم بتوجهاتي العاطفية, لدي شبكة علاقات ممتازة مع كلا الجنسين وتعاملي مع الجميع يتم بشكل طبيعي كأي شاب مستقيم سليم الفطرةْ.

حقيقة اني شآذ - مثليُ الجنس - اُجاهد جداً لاخفائها فلا الدين يسمح بهذا الانحراف ولا المجتمع يرحم .. بين ليلة وضحاها قد تجد نفسك منبوذاً وحديث كل لسان هذا لو افترضنا انك عشت مايكفي لتشهد كل ذلك .. حتى اقرب المقربين في حال اخبرتهم بالامر نعم قد يتقبل البعض ولكن نظرة خيبة الامل لن تغيب عن اعينهم .. نعم ياسادة هذا هو مجتمعنا!

للـعـلـم رأي في ان الميول المثلية غالباً مايكون سببها الممارسات الجنسية في مرحلة الطفولة المبكرة, مُسبب آخر قد يكون لوجود فراغ في حياة الابن من ناحية الاب وكلا السببين ينطبقان عليّ .. والدي كثير السفر بحكم عمله وكنّا نراه مرات ليست بالكثيرة كل عدة اشهر .. ابلغُ من العمر 19 عاماً الان, ميولي بدات بالظهور مع عمر 12 تقريباََ - قبل تلك الفترة لا اذكر الكثير - الامر بدا ببعض الممارسات " الدُعابية " او " الاستكشافية " كما يُقال ولعلّها الشرارة التي مهدت الطريق لما انا فيه الان.

محاولات فاشلة

لدي انجذاب نحو النساء كما الجميع ولكن فكرة الانجذاب لنفس بنو جنسي ايضاََ لا اقبُلها وان كان فيها بعض اللّذة اشعر بها بين الحين والاخر .. لا احد لا يود ان يكون طبيعياً يُمارس حياته كما يفعل غيره .. حاولتُ كثيراً ان اغير طريقة تفكيري للامر وكيف ان هذه الميول " مُقرفة " لا تُطاق.

اولى محاولاتي فشلتُ فيها فشلاً ذريعاً فالتسرع في "الفرحة" والشعور بالانتصار اعاداني الى نقطة البداية بل واسوأ.

مُجدداً حاولت وقطعتٌ عهداً بان اعتزل كل ماقد يؤدي الى استحضار تلك الافكار الشيطانية. التزمتُ في صلواتي وقويتُ جانبي الديني ولسوء حظي تعمقتُ دينياً وانتهى بي المطاف ضمن جماعة متشددة فكرياً - هذه تعاسةُ حظِِ ساسردها في موضوع منفصل لاحقاً - عموماً تركتُ تلك الجماعة وشئياً فشيئاً اخذ ذلك الفراغ يعود ومعه عادت تلك الملذات لكن هذه المرة مع الغوص في الانترنت المظلم وجدرانه المشبوهة .. - اصراري عل الخطأ اوقعني في خطأ اعظم واعظم -.

موقف غير كل شيء

قبل سنتين من الان ابتعثتُ لاكمال دراستي الجامعية في دولة للأسف فقدتُ الكثير من عزمي فيها .. هُنا الجحيم فارغة وجميع الشياطين بيننا .. المثلية هُنا لا يُلام عليها احد, شأنها شان رشفة الماء .. لا عتاب ولا كتاب عليها.

في احد الأيام خرجتُ من الشقة فاذا بي ارى ابن الجيران ومعه ابن عمّه - في اواخر العشرينات - وبينهما ولد صغير كان قد انتقل للسكن مع عائلته مؤخراً .. لم يكن الوضع مُخلاً لكن التحرش كان واضحاً .. ناديت على الطفل الصغير بحكم ان لدي معرفة شخصية به وبوالده ايضاً .. اتى تجاهي والاثنان يرمقانني بنظرة قلق من ان يفتضح امرها مع والد الطفل, ابعدته عن المكان وعدتُ اليهما, تحدثتُ بلهجة حادة محذراً واخبرتهما باني ساخبر والد ذلك الطفل وليتحمل كل منهما عواقب مافعل.

فكرتٌ ومازلتٌ افكر في بشاعة الامر والحمد لله تغير الكثير بعد ذلك الموقف .. وصلتُ لقناعة بان ماكنتُ افعله لا خير فيه , لا يقدّم ولا يؤخر , تلك الملذات اللحظية لن تكفيني سأظل ابحث عن المزيد في حال استمررت عليها .. لا بد من وضع حد لكل هذا .. التغيير ممكن لكن اولاً لابد من كسر هذه القيود .. انا محبوس في سجن من نسيج أخطائي .. ولا طريق الى الخارج مالم اتخلص من هذه الاخطاء, لا اقول بان انسى من انا, هذا انا وهذا ما انا عليه ولكن المحاولة خير من الوقوف من دون فعل اي شئ .. عاهدتُ نفسي بان لا اسمح لهذه النزوات بالاستمرار فهذه النزوات العنيفة ستكون نهاياتها اعنف.