جميعنا مررنا بحالة تجعلنا نفكر جديًا في الإنتحار، نشعر بأن كل الحق معنا، فلا سبيل للنجاة والخلاص من هذه الحالة المزرية سوى الإنتحار، انها دائرة الإكتئاب اللعينة التي كلما حاولنا الخروج منها سقطنا فيها أكثر، كأنها ثقب أسود يجذبنا، يلتهمنا من كل طرف ليبتلعنا في النهاية، هى حالة أصعب من أن توصف، وأقسى من أن نتخيلها، لا يشعر بها إلا من عاشها ..
لي صديقة تمر بظروف صعبة حاليًا، جلست معها وتحدثت إليها كثيرًا، لكن آخر مرة صدمت عندما أقسمت لي أنها حاولت الإنتحار أكثر من مرة، لكن ما يجعلها تتراجع هو الألم الذي ستشعر به بالنسبة للطريقة التي اختارتها للإنتحار، لكنها تعود ثانية تفكر في طريقة أخرى أقل ألمَا وأسرع ..
لم أتخيل ولو للحظة أنها ستفكر بهذه الطريقة يومًا، شخصيتها العاقلة جدًا والمتزنة والهادئة، ليست من النوع الذي يفكر على هذا النحو، وهى التي تهتم دائمًا بأن تجعل لحياتها قيمة، أن تساعد الآخرين من خلال أعمال تطوعية وغيرها، أن تترك في هذا العالم بصمة، شخصية مسالمة ومعطاءة جدًا، حقًا لا أعرف ما الذي حدث، أعي جيدًا أن حالتها هذه من الطبيعي أن تدفعها للتفكير في الإنتحار، لكن لا أعرف كيف أخرجها من دائرة الإكتئاب اللعينة هذه، الكلمات وحدها لا تجدي نفعًا هنا ..
وضعت معها خطة وعاهدتها أن ننفذها سويًا لنستمتع بالحياة، وبكل لحظة نعيشها، لكني أريد حلول وأفكار أكثر، فهل من طرق فعالة لمساعدتها على التخلص من الاكتئاب والخروج من هذه الحالة بأقل أضرار ممكنة ؟
التعليقات