حسناً، ليس من عادتي كتابة المقالات التحفيزية، وخصوصاً تلك التي أتحدث فيها عن نفسي، لانني بصراحة لا أرى نفسي في موقع جيد يسمح لي أن ادعوا الناس اليه :") ولكن هذه المرة قررت أن اكتب قصتي الحزينة... علها تجعل أحدهم يبدأ العمل بدلاً من وضع الحجج.
من انا؟ ولماذا قد تهمّك قصتي أصلاً؟
انا هادي الأحمد، مترجم، مدون، وكل تلك الأشياء الاخرى التي ذكرتها في ملفي الشخصي... في الحقيقة حالياً انا مدون ومترجم وكاتب ظل...
هناك عبارتان أكررهما دائماً بوصفي لنفسي: the fastest writer in whole mexico - he delivers on time
اكتب بسرعة وبجودة
اسلم في الموعد المحدد "قبل الموعد اذا كنت في المزاج لذلك"
ربما اكثر شخصين يعلمان مدى تكراري الممل للعبارتين هما @hussam3bd و @deroma021
على أي حال، ما لا يعلمه اغلب من يطلبوني للعمل معهم "عدا الشخصين السابقين"... هو الظروف التي أعمل منها.
اذا كانت ظروفك أفضل منها، فلا عذر لك كي لا تبدأ العمل، واذا كانت ظروفك اسوأ منها، لا ادري من اين تقرأ هذا الموضوع.
اعيش في تركيا، دون عائلتي، علي تأمين مصروفي الشخصي، كنت ائمنه من عملي ال"حقيقي" الى ان طفح الكيل وقررت العمل الحر لاعيش
لدي هاتف محمول، عمره على الاقل ست الى سبع سنوات "تاريخ اصداره"... لا يشغل حتى تطبيق الفيسبوك...
من بقايا راتبي في ذاك العمل الغبي احضرت جهازاً لوحياً صينياً، يعمل بنظام ويندوز... هو محظة العمل الخاصة بي التي اقوم عليها بكل أعمالي... لتوضيح سوء الجهاز، لا يستطيع ايضا تشغيل الفيسبوك... اضطر لفتح هذه النسخة
احد اصدقائي اهداني لوحة مفاتيح لاسلكية لاقوم بوصلها والكتابة عليها... لنقل فقط ان لوحة المفاتيح اكبر من الجهاز اللوحي بكثير...
الى فترة قريبة "ثلاثة اشهر تقريباً" لم يكن لدي اتصال فعلي بالانترنت، كنت اعتمد على باقات البيانات المكلفة، الى ان احضرت المتوحش الصغير العامل بقوة الالياف الضوئية بسرعة 25ميغابت بالثانية... ما لم اكن لاتدبر ثمنه لولا العمل الحر في البداية
حرفياً، ليس لدي دخل اخر للمال "عدا الاستدانة طبعاً" عدا العمل الحر... وقراري العمل ك"مدون" ربما كان اسوأ خيار حياتي اخذته الى الان :") امزح حقاً كان خياراً رائعا وانا احب هذا العمل الا انه لن يجعل احدا مليونيرا.
خلال ثلاثة اشهر من العمل، او اكثر قليلاً، والقليل من العمل على اشهار الذات "كما فعلت هنا :")" اصبحت الاعمال تأتي الي...
ربما لم اصبح مليونيراً من الكتابة، ولكن الان استطيع على الاقل تمضية الشهر دون زيادة ديوني المليونية... وهو امر مريح نفسياً.
في الحقيقة حالتي الان افضل بكثير من وضعي قبل اشهر، في البداية كان الامر صعباً جداً، والان الامور بدأت بالتحسن شيئا فشيئا ولو كنت قد قررت الاستسلام بعد اشهر الفراغ التي عانيت منها في البداية ربما كننت الان اقدم الشاي في الشارع "او غالبا نائم كي اقدم الشاي غدا في الشارع"
العبرة من القصة: توقف عن لوم الظروف وابدأ بالعمل -_-
التعليقات