أؤمن بأننا جميعًا مرضى بشكل أو بآخر، كلنا مرضى بنسب مختلفة، لكل منا أسراره التي لا يعرفها أحد، لكننا في قرارة أنفسنا نعلم كم المشاكل النفسية التي نعيش بها، ونحاول تجاهلها والتعايش معها كأنها أمر عادي، فنحن في منطقة الأمان طالما أن أحدًا لم يعرف بهذه الأمور سوانا !

لماذا لا نخجل من الذهاب لطبيب الأسنان مثلا أو طبيب العظام ؟ في حين أننا نموت ألف مرة إذا شعرنا بحاجتنا للذهاب إلى طبيب نفسي ؟

أليس من حق النفس أن تتألم وتمرض هى الأخرى ؟ بل أليست هى الأولى بالإهتمام والأحق بالرعاية ؟

هذا الجسد مصمم بطريقة آلية، يتألم أو يشكو من شيء ما، فنذهب لمعالجة الجزء المريض، ربما قطعه ربما إستبداله بآخر صناعي، الحلول كثيرة هنا ..

لكن مع النفس الأمر أعقد بكثير، النفس هشة لدرجة أن أي ألم بسيط يصيبها قد يشوهها تمامَا، يغيرها، يحطمها، فلماذا إذن نهتم بالجزء الآلي فينا الذي يمكن معالجته بكل بساطة، ونهمل روحنا التي هى بحاجة لعناية وإهتمام أكبر بكثير من ذلك الإطار الذي نعيش بداخله ؟ حقًا لا أفهم ..

هل ترى أن زيارة الطبيب النفسي شيء مخجل حقًا ؟ ماذا يكون رد فعلك عندما يخبرك شخص ما أنه يتلقى علاج نفسي ؟ هل تبتعد عنه وبداخلك تلك الفكرة الجاهلة العنصرية بأنه مجنون ؟ أو بأنه سيصيبك بشيء ما حتمًا ؟

أم أنك تدرك بأنه يستحق الإهتمام منك والعناية لا النفور ؟