رسالة ونصائح من طالبة مختبرات – سنة ثانية
كنتُ طالبةً مشتّتة، لا أعرف ماذا أريد من هذه الدنيا.
خائفة من المستقبل، كارهة لتخصصي، أسمع كلام الناس أكثر مما أسمع صوتي.
كل من حولي يقول: “بلاش تكمّلي، تخصصك ماله مستقبل، ما راح تلاقي وظيفة”.
وصل بي الحال أن مستواي نزل، وكرهت نفسي.
كنت إنسانة تخاف دائمًا، لا تُكمل ما تبدأه للنهاية.
متفائلة أحيانًا، ومكتئبة في أحيانٍ أكثر.
أدخل فترات انعزال، وأهرب من الناس.
أكثر دكتورة كنت أكرهها… أصبحت اليوم من أحبّ الناس إلى قلبي،
لأنها كانت إنسانة نادرة، زرعت فيّ حب النفس، والثقة بالنفس،
وعلّمتني أن أهم شيء في هذه الحياة هو أن تعرف قيمتك.
وأهم نصيحة أقولها لكل بنت في الجامعة:
لا تتمسكني.
لا تكوني طيبة بزيادة.
الجامعة ليست مثل الثانوي أبدًا.
الثانوي كان حياة “زمردية سبستونية” –
كل شيء يجيك لحدك، أكل، شرب، دراسة، بدون مسؤولية حقيقية.
أما الجامعة؟
هي أول خطوة حقيقية لبناء شخصيتك والاعتماد على نفسك.
اهتمي بنفسك:
بنظافتك
بمظهرك
بدرجاتك
مهما كان تخصصك.
ولا تسمعي لكلام الناس.
لا أحد يعرف مستقبلك غيرك.
الناس يقولون عن المختبرات: “تكدست، مالها مستقبل”
لكن الحقيقة؟
أنتِ من تصنعين مستقبل التخصص، وليس العكس.
بدأت الرحلة؟
إذن كمّليها للنهاية.
ولا تراكمي الدراسة أبدًا…
أقولها وأنا أطفح المر والندم،
أقرأ وعيوني تحرقني من التعب،
لكن هذا كله نتيجة كسل وتأجيل سابق.
الجامعة تصنع شخصيتك،
وتعرّفك على نفسك،
وتعلّمك كيف تدبّري حياتك.
واظبي على قراءة القرآن.
اقرئي كتب، حتى لو ما تحبي القراءة.
أنا شخصيًا كنت أكره الكتب،
أحس كأني محبوسة وبين عيوني مسامير،
لكن التغيير يحتاج غصب نفس.
غيّري من نفسك عشان تسلمي.
وأهم قاعدة في الحياة:
لا تكوني طيبة زيادة عن اللزوم.
افعلي الخير، نعم…
لكن لا تعطي الناس أكبر من حجمهم.
ستكتشفين مع الوقت أنك أعطيتِ أناسًا قيمة لا يستحقون حتى ظفرك،
ورفعتِ من شأنهم وهم لا يستحقون.
الطيبة الزائدة تُستغل.
الحياة جميلة،
لكنها قاسية في تعليم دروسها.
أنا شخصيًا تعلمت في حياتي الجامعية الكثير،
وما زلت أكتشف نفسي،
وأتعرف على عيوبي،
وأتغير للأفضل… خطوة خطوة.
كتبت هذا الكلام كتذكير لنفسي،
ولكل من يحتاج نصيحة.
كُتب في عام 2026
علّه يكون نورًا لطريق أحدكم.
التعليقات