نكبر فنفهم متأخرين ان كثرة الوجوه لا تعني كثرة المعنى

وان الضجيج الاجتماعي لا يصنع دفئا

بل يؤجل سؤالا كان يجب ان نطرحه باكرا

من معنا حقا ومن يمر بنا فقط

علّمنا المجتمع كيف نتماسك امام الناس

ولم يعلّمنا كيف ننهار بصدق حين نحتاج

كيف نطلب دعما دون شعور بالذنب

وكيف نغادر العلاقات التي تستهلكنا باسم اللطف

شيئا فشيئا تتقلص الدائرة

لا لأننا قساة

بل لأننا تعبنا من شرح انفسنا

من تبرير صمتنا

ومن ترميم علاقات لا ترى فينا سوى الدور لا الانسان

في مجتمعاتنا يُمدح الاحتمال حتى يتحول الى نزيف صامت

ويُخاف من الوحدة حتى لو كانت اصدق من الزحام

فنعيش محاطين

لكن غير مرئيين

الوحدة ليست دائما غياب الاخرين

احيانا هي حضور الذات بلا اقنعة

هي لحظة نقرر فيها ان نكون حقيقيين

ولو كلفنا ذلك ان نمشي وحدنا

ليس كل من قلّ محيطه خسر

بعضنا اختار ان ينقذ ما تبقى منه

وان يمنح قلبه حقه في الهدوء

لان السلام الداخلي

ليس ترفا

بل ضرورة لمن يريد ان يبقى انسانا