حدثت لي الأيام الماضية تجربة مزعجة، وأريد أن أشارككم إياها، لأني لا أعلم كيف أتصرف حقيقة في هذا الموقف. أحد الزملاء اقترض مني مبلغًا معينًا منذ 3 أشهر تقريبًا، لأنه كان مضطرًا، ثم سافر وانشغل ولم يتواصل معي، إلا حين تواصلت أنا معه وطلبت استرداد المبلغ بذوق، فطلب مني أن أصبر عليه، فأخبرته بأنه لا بأس وأموره طيبة.
المشكلة ليست هنا والله، المشكلة في الازدواجية التي رأيتها منه حين كنا نتناقش "جماعة" في أمور عامة، واحتد النقاش، وقال إن الرجل لا يقبل اقتراض المال من إمرأة أبدًا، وكيف يقبل رجل هذا على نفسه، وبلا بلا. ثم أجده بعد شهر تقريبًا من هذا التصريح، يضعني ويضع نفسه في ذات الموقف.
... وهنا تكمن المشكلة الحقيقية التي تؤرقني!
لم يكن استيائي من تأخره في السداد، فهذه أمور قد تحدث بين الزملاء والأصدقاء ونلتمس فيها العذر، وكنت سعيدة بقدرتي على مساعدته وقت حاجته. لكن ما أصابني بالإحباط الشديد هو التناقض الصارخ بين ما يُنظّر به أمام الجميع وما يفعله في الخفاء أو عند الضرورة.
لقد سمعته بأذني وهو يتحدث بلهجة فيها شيء من التعالي والحكم على "رجولة" من يقبلون الاقتراض من النساء، وكأن هذا الأمر يمس جوهر كرامة الرجل أو ينقص من قدره. وعندما وضعته الظروف الصعبة في موقف يتطلب المساعدة، لم يتردد لحظة في اللجوء إليّ.
أجد نفسي الآن في موقف لا أعرف كيف أتعامل فيه معه مستقبلًا، حتى أنني علّقت رسائله التي يدعوني فيها إلى اتصال سريع للاطمئنان عن أحوالي! لا أريد الرد، وفي نفس الوقت أريد استرداد نقودي.
التعليقات