تم تسريحي من عملي نتيجة توقف المشاريع المفاجئ وسعي الإدارة لتخفيف التكاليف.

بعد قضائي مدة لم أجد عمل مناسب و تعرضت في تلك الفترة لخسائر في أكثر من جانب؛ قررت بعدها العودة إلى موطني.

بعد التقاط أنفاسي أحاول الخروج من هذه الحالة وعمل recovery، مشتت أبحث عن عمل من جديد؛ لا دعني أحصل على دورات تدريبية؛ هل أعود للعمل الحر أم أغير المجال، دفعني الملل والحيرة للبحث في كل إتجاه وجدت دورة مجانية عبارة عن كامب مشاريع وأفكار ناشئة.

لديك فكرة؟

لدي أفكار لكن لم تختمر أي منها بعد، أو أدركت ذلك بعدما اطلعت على أدوات ومهارات في هذه الدورة.

طرحت تصور لفكرة من تلك الأفكار لدي، سمعت أفكار أخرى من المشاركين أعجبني بعضها أدهشتني فكرة بالتحديد كنت قد طرحتها في منصة حسوب حول الخدمات المهنية وأعطال المنازل، وإذ أنها مشكلة تواجه العديد فعلاً.

هل أشارك معهم ؟؟ أو مع غيرهم؟؟ هل أكمل في فكرتي ؟؟ والتي لم تكن ضمن تخصصي أو هدف كبير أطمح إليه، وإنما حل لمشكلة قائمة، باستخدام معارف متنوعة أوجدها الله في طريقي أثناء الانعطافات يمنة ويسرة.

تم تقييم الفكرة!!

متشعبة غير واضحة ولا مرتبة، لا يوجد فريق بعد الخ..

إن كنت من الأشخاص الذين لاح لهم بصيص فائدة قد يخرج من هذه التجربة، فلربما تود أن تعرف ما مررت به ولكن لعل معرفتك بصاحب التجربة وحالته في تلك الفترة تعطيك رؤية أفضل.

على الجانب الديني متأرجح في العبادات ثابت في العقائد القلبية منها والظاهرية، على مستوى العلاقات توترات خفيفة مع الأسرة ليست مستمرة ولكنها متكررة الأصدقاء علاقة جيدة لكن لا يوجد احتكاك كثير مثل الماضي الحب والعشق نسيت أن أخبكرم بعزوبيتي لكن هناك امرأة!! امرأة الظروف تأبى أن تجمع بيننا؛ ولربما كنا نحن الإثنان أكبر عائق بخلافتنا ومخاوفنا المستمرة والتي كانت تتجلى أكثر كلما زادت درجة تلاقي ذواتنا.

المهم بالنسبة لفكرتنا تم رفض فكرة أحد المشاركات معنا فعرضت عليها فكرتي أعجبت بها وقررت الانضمام وكان اول تشجيع أحصل عليه، أبديت مرونة ممتازة وأجريت تعديلات وتبسيط للفكرة، قبلت الفكرة في صورتها الجديدة بدأنا العمل على الفكرة يوماً بيوم انضم آخرون فرقهم انسحبت أو لم يكونوا انضموا لفريق بعد كان فريقنا الوحيد الذي يكبر مع الوقت حتى أثار ذلك ملاحظة أحد المقيمين في يوم التقييم.

عرضنا نموذج فكرتنا الأولي والدراسات اللازمة تم قبول العمل وترشيحه لدخول مسابقة بجوائز مالية وفرص شراكة مع مستثمرين.

جاء موعد المسابقة!!

انسحب عضوين أحدهما كان لا يبدي اهتماماً كبيراً ولديه أولويات كانت حتى تأثر على أدائه في المرحلة الأولى؛ وقامت الثالثة في الانسحاب، تواصلت معهما اقتنعت أحدهما بالمشاركة والأخرى اعتذرت بسبب ظروف وقتها.

في هذه المرحلة المنافسة أشد و المهمام تحتاج لتخصص أعمق تواصلت مع صديقين أؤمن بقدراتهم و بمعزة متبادلة بيننا هيأ الله لهم الظروف و أسعدوني بانضمامهم.

بدأت المسابقة لكني لست الشخص الذي شارك في المرحلة الأولى.

كنا من أكثر الفرق تنظيماً في البداية باعتراف الآخرين وليست رؤيتنا الذاتية، عرض الفكرة أمام المدربين قد علق في أذهانهم واستخدموه اكثر من مرة كمثال أثناء شرحهم.

قسمنا المهام صديقي الجديدين لا غبار على عملهم فهو تخصصهم ولعبتهم أشرح لهم رؤيتي و أسمع منهم ثم أتركهم يبدعان كيف شاؤوا، نعم ممكن أن تقول غير متحمسين جداً يعملون منفصلين أغلب الوقت ولا يناسبهم التواجد والاجتماع معنا باستمرار لكن المخرج النهائي أفضل مما أتمنى. جاء دور الأعضاء القدامى معي عضوتين من المفترض أننا مررنا خطوة بخطوة على تقدم العمل أثناء المرحلة السابقة ومن المفترض الآن أن نعمل على تطوير وإخراج الفكرة بأفضل شكل.

اليوم الأول جعلناه للتعارف وتبادل الأفكار وتصور خطة للعمل. عرضت على الفريق أن يكون واحد من الأعضاء الجدد هو قائد الفريق كونه مناسب لهذه المرحلة، لكن للأسف وقته لم يسمح بذلك وفضل العمل بشكل فردي في الجزء المرتبط بتخصصه حتى أنه لم يستطع الاجتماع معنا ثانية إلا في اليوم الأخير.

انقضى اليوم الأول ولم أسمع أي صوت أو إضافة من زميلتينا، اليوم الثاني اجتمعنا وكأننا نعيد اليوم الأول وحتى بدون الزميلين الجدد، اضطررت لإعطاء مهام محددة بما أنني لدي تصور مسبق وجاهز ووهبني الله مهارة تنظيم الأفكار ورسم الخطوات أولاً بأول.

قدرت الظروف الشخصية وحاولت المساعدة حتى يتهيأ لكل زميل كل ما يناسبه لإتمام المهام.

اليوم الثالث استلمت عمل شبه كامل واحترافي من الزميلين وأتممت أنا كل ما يتعلق بدوري ليس إلى اليوم فقط بل إلى نهاية المشروع، وبقى تجميع وتنسيق عمل كل زميل لنستطيع عمل محاكاة كاملة وهنا صدمت من حجم وجودة العمل الذي قامت به الزميلتين؛ إما أنه تعديل بسيط على ما مضى ليس بالشكل المطلوب أو أنه غير ما اتفقنا عليه، والأسوأ أنه واضح جداً لكل من ينظر أنه لم يتعب عليه وهو ما نسميه في مصر "شقلب واقلب" هنا قامت قيامتي و لم تقعد فبدأ أسلوبي يتغير. تبقى فقط يوم ونصف على موعد المسابقة، تحدثت بأسلوب شديد لم أكن أتمنى الوصول له لم أتضايق فقط من كونه شديد وغير مناسب للحديث مع النساء؛ بل لأنه خرج كغضب طفل صغير وليس شدة محسوبة ومنظمة كالتي يتكلم بها مسؤول مثلاً.

آتت الشدة أكلها نوعاً ما، أنجزت إحداهما أغلب ما طلبته بالشكل الذي أريده لكن بعد استهلاك وقت ومجهود مني في الشرح كأني رجعت لأول يوم من جديد، أما الأخرى فبدأت بالعمل خطوة بخطوة تحت متابعتي لكن بتوتر واضح لكلينا.

اعتقدت أن الأمر انتهى وسيتم إرسال العمل إلي كاملاً أو نأتي غداً والجميع جاهز ويتبقى عمل البروفة، لكن للأسف لم يكن أي شيئ من توقعاتي صحيحة فالعمل غير جاهز ليوضع في الشكل النهائي الذي سيعرض، ومن جديد جلسنا ثلاثتنا هذه المرة لنعدل وننسق شريحة تلو شريحة ولم يسعفنا الوقت وجاء موعد البروفة لنقدم أسوأ عرض بين كل الفرق، هذه المتابعة الدقيقة تطلبت مني أضعافاً مضاعفة من الجهد عن إذا ماكنت من البداية قررت تنفيذ العمل بنفسي و قد حصل في نهاية الأمر فعلاً فسهرت ليلي أعمل على إخراج أفضل للنقاط التي توقعت أنها لن تخرج بالشكل المطلوب ومع ذلك لم أخبر أحد لأترك كل أحد يقوم بالجزء الخاص به إلى النهاية...

حصل ما توقعته فعلاً واستبدلت تلك النقاط وخرج العمل ليس بالصورة التي كنت آملها لكن قريب منها، ولكن قيامي بعمل غيري قد أثر على جاهزيتي فيما يخصني حتى أنني لم أستطع الاستعداد في أمور بسيطة مثل المظهر الخارجي.

رغم أننا قدمنا عرض جيد لكننا خسرنا ليس فقط بسبب أن العروض الثلاثة الفائزة كانت أفضل لكن أيضاً لأني لم أستطع استغلال مهاراتي وتقديم كل ما لدي.

اختلافات بين المرحلتين:

* في هذه المرحلة كنت قد انفصلت لتوي والتوترات مع أهلي أصبحت مشكلة حقيقية قائمة.

* كنت متمسك ومتحمس للفكرة أكثر.

* الفريق كله الآن معروف لي إما أصدقاء وإما شركاء من المرحلة السابقة، بل نصف الفرق الأخرى أيضاً كانت تكونت لدي علاقات مع أغلب الأعضاء فيها.

* في المرحلة السابقة تكلمت فقط عن القدر اللازم في نقاط محددة ومع أشخاص معدودين، هذه المرة من البداية كنت أتنقل في كل مكان وكأني أحمل مذياع.

* في هذه المرحلة كنت أسعى لنوع من المثالية حتى أنني اعتمدت على أصدقاء خارج الفريق لتحسين بعض الجوانب ضمن تخصصهم وحاولت أن يكون أحدهم موجود أثناء العرض لمناقشة لجنة التحكيم ضمن تخصصه.

* كنت أكثر ثقة في الأدوات التي أمتلكها وفي قدرات الفريق، بل أحياناً كنت أحاول أحياناً كبح غروري وتذكير نفسي بفضل الله علي ولولاه لم أكن أنا.

معذرة على الإطالة ولكن كانت ١٣ يوماً مكثفة ودسمة وحاولت أن أذكر أهم النقاط ولكن مع إعطاء تصور كامل.

إذا كان لديك تعليق أو حل لمشكلة استنتجتها فسأكون شاكر لك جداً إذا دللتني عليه سواء من خلال عرض رأيك في النقاش أو مصدر تحيلني عليه.

إذا وجد أحدكم فائدة فيما ذكرته أو اقتراح يخص الأسلوب فسيكون دافع مشجع للحديث عن تجارب تلمس جوانب أهم وأحداثها أكثر تعقيداً.