كانت تظن أن الحياة تبدأ بالحلم، وتنتهي بتحقيقه.

كانت تعيش في عالمها الخاص، لا ترى شيئًا سوى ما تتمنى الوصول إليه.

كانت تظن أن الطريق مستقيم، لا انحناءات، لا حفر، لا ألم…

فقط “أحلم، وسأصل”.

لم تكن تعرف بوجود المصاعب،

لم تكن تفكر بشيء سوى الوصول.

طفلةٌ صغيرة تحلم، وتعيش داخل أحلامها.

تضحك كثيرًا، وتحمل في قلبها أملًا صافيًا…

أنها ستُصبح يومًا ما تُريد.

لكن السنوات كانت تمضي،

وكانت تشبه زهرة تُسقى يومًا بعد يوم،

حتى جاء الوقت الذي لم يعد فيه الماء كافيًا،

ولا الشمس دافئة،

ولا الهواء ناعمًا كما اعتادت.

أصبحت الظروف تقسو…

الرياح، الشمس الحارقة، الأمطار الغزيرة…

كلها ضربتها دون رحمة.

أصبحت تحاول النجاة،

لا النجاح.

تحاول أن تبقى صامده،

لا أن تطير.

دخلت في صراعات لم تكن تتوقعها،

رأت الخذلان في أعين من ظنت أنهم سيكونون سندًا لها.

وبدأت الأحلام تتلاشى،

وبدأت القوة تنسحب من داخلها بهدوء.

لكنها لم تُظهر ذلك لأحد.

كانت تنهار بصمت،

حتى بدأت ترى إنهياراتها في أحلامها قبل أن تراها في واقعها.

وجدت نفسها محاطه بمعارك لم تخترها،

وغصات لم تتوقعها،

وواقع لا يشبه تلك الأحلام التي كانت تسكنها يومًا

اصبحت تريد النجاة فقط.