كنت دائمًا أظن أنني إن عبّرت، إن كتبت، إن فتحت قلبي وشرحت كل ما أشعر به، سيفهمني.

وكتبت… كتبت له رسائل طويلة، مؤثرة، وكثيرة. بكل تفاصيل روحي، بكل ما آلمني وما لم يعجبني وما لم يفهمه عني…

لكنه قرأها، وتجاوزها كأنها لا شيء.ولا رد وعندما سألته هل قرأت كلامي قال لي: "نعم ولم ارد لانني أنلا اريد ان أطيل المشاكل".

وكان ذلك بالنسبة لي قمة الوجع…

أن يراني أشتعل، ويتجاهل النار.

كنت أظنه لا يفهمني، واليوم فهمت أنه ليس لا يفهم…

بل يرى الحب بطريقة مختلفة تمامًا.

هو يرى الحب أن أكون بخير جسديًا…

أن لا ينقصني شيء، أن أذهب للطبيب، أن أخرج مرة في الأسبوع لا كاي ثنائي يعيش نزهة سعيدة بل كزوج يعفى من واجبه.

أن يشتري لي ملابس أو دواء.

أما أنا… فأحتاج حضنًا، تفهمًا، أن يشعر بما أشعر، أن يعيش معي كل لحظة، كل إحساس.

أنا لا أريد فقط أحدًا أُسعِد به يومي، بل أريده يشاركني حتى وحدتي، حتى صمتي.

عندما لا يكون بخير ، أحاول أن أخرج به من البيت، فيقول: "أنا أحب أن أبقى وحدي".

عندما يعيش ضغوطات خارجية أرقص أمامه لألفت انتباهه، يقول: "نامي، ليس وقته".

عندما أريد أن أكون قربه… يبتعد.

وكل مرة، كنت أقول: ربما متعب، ربما مشغول…

لكنني أرهقت من التبرير.

وآخر مرة، قلت له بصراحة: "أنا لا أعيش أي دعم عاطفي".

فردّ بكلمة كسرتني:

"وأنتِ ماذا قدمتِ لي؟"

تلك الكلمة جعلتني أرجع لذاتي…

نعم، توقفتُ عن تقديم شيء. لأنني شعرت أن لا شيء يصل.

كل ما أقدّمه، كان يُقابل بالرفض أو الصمت أو "ليس الآن".

أنا أحبه…

أحب فيه وعيه، طيبته، كرمه، مسؤوليته…

لكن الوحدة تخنقني.

أبكي لا لأنني لا أُحب، بل لأنني لا أُحتَوى.

لا لأنني ضعيفة، بل لأنني لا أُرى.

أشعر وكأنني الطرف الوحيد الذي يفكر، الذي يُحاول، الذي يحمل العلاقة على ظهره.

أشعر أنني المسؤولة الوحيدة عن الحب، وأنه فقط يؤدي "دوره".

لا أريده أن يتغير الآن، لا أريده أن يشعر بي،

أنا فقط أريد أن أتخلى عن حاجتي إليه.

لا أريد سفرًا، لا نزهة، لا حديثًا، إن لم يكن نابِعًا من قلبه، لا من شعوره بالواجب.

أريد أن أحب نفسي… أن أعود إليّ… أن أكتب عني، أن أتكلم عن مشاعري كل يوم،

أن أكون سَماي، أن أكون صديقتي، أن أكون حضني.

لكني في نفس الوقت أعيش معه… في نفس المنزل.

كيف أُوازن؟

كيف أعتني بنفسي دون أن أبدو باردة أو جاحدة؟

كيف أُشفى دون أن أؤذيه؟

هل رغم كل هته المشاعر التي جعلني اعيشها بدون مراعات اخاف على مشاعره؟

أنا لا أكرهه… فقط أريد أن أكون بخير.

أحيانًا، أسأل نفسي: هل أنا حساسة أكثر من اللازم؟

هل أُضخّم الأمور؟

أم فقط لأنني أعيش مشاعري بصدق؟

هل ما أشعر به مبالغ فيه، أم أني فقط أحتاج أن أشعر أنني مهمة، أنني إنسانة يُخاف عليها ويُشتاق لها ويُحتضن وجعها؟

لا أريد أن أكون درامية…

ولا قوية زيادة عن اللزوم.

أريد فقط أن أُحِب… وأُحب.

لكن البداية، ستكون من عندي. من قلبي. من داخلي.

— رشا🌷