إنتهت (لين) من روتينها اليومي، لتبدأ بمشاركة متابعينها حكاية اليوم.

كانت رسالة كالمعتاد من أحد متابعيها تحتوي علي موضوع متداول بين مرضي متوهمين بالحب:

لا أعلم ما هو جرمي، لأعاقب عليه بهذه القسوة

هل لأنني كنت فتاة تقدر ذاتها، ولا تسمح بالتقليل منها؟

أما لأنني لم أندهش، كما فعلن غيري حين رأينه لأول مرة، فقررت معاقبتي.

أنا فتاة لا تنجذب لشئ هكذا، لدي ذوقي الخاص، عادات، تفكير، وأسلوب مختلف قليلاً.

آمنت دومًا بأنه لا وجود للحب، فمن سأحبه غير نفسي، كنت أضعها في المرتبة الأولى، أنظر لكل شيء بإستهانة لطالما لم يمسني بسوء فسلامًا على خرابه.

كان إنطباعي هكذا، والجميع يعلم من أهل، أصدقاء، حتي شباب جامعتي، الجميع على علم بغطرستي اللامنتهية.

حتي أتي يوم ورأيت هاتفي يهتز، معلنًا عن رسالة قد وردتني توا، لأمسك بهاتفي، وأري رسالة مليئة بكلمات غزل جعلت من كبريائي يزداد أكثر فأكثر لأرمي هاتفي بتجاهل علي السرير فأنا معتادة على أمر هكذا، وأنظر لوجهي بالمرآة وبسمة إنتصار، وفخر، تحتل وجهي، وعيناي يبعث منها كبريائي وتعظيم لذاتي.

ومرت الأيام وهذه الرسائل في توالِ، وكلما أزدادت كلما أزداد كبريائي وغطرستي أكثر فأكثر، لأحاول معرفة هوية هذا الشخص المهتم بي، وبتفاصيلي، وهواياتي، وأبدأ في محادثته، وتطيل المحادثة حتي نفذ صبري أود معرفة هويته، شكله، إسمه، لأطلب منه أن آراه، ليوافقني على الفور،

وكان اللقاء بعد إسبوع من طلبي.

وبالفعل تجهزت، وأرتديت أجمل الثياب، وأكدت علي ذهابه للموعد، وبالفعل ألتقينا، وأعجبت بوسامته، دراجته الهوائية، شعره المصفف بعناية، لأتقدم نحوه، ويصافحني في رقة لم أعهدها.

لنبدأ بالحديث وننجرف به دون أن نعي للوقت، وكل هذا الوقت، والبسمة لم تفارق وجهي.

أخبرته بصدق عن مشاعري تجاهه، وأنه جزء لا يتجزأ من يومي.

كانت الصدمة حليفتي حينها حينما إرتفعت قهقهاته عاليًا

واقفًا يصفق، والإنتصار يعلو محياه ليخبرني بقسوة بعدها أنه لا يحبني، وأنه فعل كل هذا برهان من صديقه على إصدار جديد من سيارة فارهة، لأشعر بأنني لا قيمة لي مثلما كان يخبرني من قبل، أرخيصة أنا لأبدل بسيارة؟.

ذهبت دون أن أتفوه بكلمة، وأجر أذيال خيبتي

فهو من أطاح بكل ثباتي عرض الحائط؛ منذ رؤياه

أنا تلك الفتاة الملتزمة بقواعدها وقوانينها التي لم يستطع أياً من جنس أدم أن يكسرها ، أت هو بكل سهولة وأخترقتني بعد محاولات عديدة منه لم أصمد منها أمامك.

أصبحت أؤمن بوجود "الحب" وأيقنت ذلك منذ أن شعرت بتمرد خافقي عليّ لأول مرة ؛ فلم يستطع أياً كان يكن إرباكي بهذا الشكل ، أصبحت أمقت ذلك ، فمن ترتبك وتتخطف منه بعض النظرات بالخفية؟

تلك الفتاة التي نشأت ونظرات الإعجاب محاطة بها!

تلك الفتاة التي يتمني رجال قومها أن ترضي عليهم وتعطي لهم إهتمام؟

يال سخرية القدر؟!!

فكما قرأت

صبراً فؤادي فالهوى أقدارُ

و الحُب إما جنةٌ أو نارُ

أخبريه بأن حطم كل شئ دون أدني مبالاه منه

ولكن ذلك الأبله مازال ، ولايزال ينبض لأجله

كيف سأعيش دون إهتمامه، دون حديثه، دون غزله.

هل أنا أخطأت لتلك الدرجة، أعلم أنني متعجرفة، قاسية رفضت البعض بقسوة، أهنت مشاعرهم، ولكنني لا أستحق حقًا أن أعتاد على وجود شخص، ثم أحرم منه هكذا، إن أعراض إنسحابه من حياتي تشبه أعراض إنسحاب مخدرات، وضعت لي دون علمي.

أضافت (لين) رأيها على رسالة هذه الفتاة ضحية نفسها

أغلب الشباب يرون أن الحب فخ، وجد ليقعن به فتيات لهن كبرياء

لذاتهن، لا يجذبهن رجل والسلام.

يحاولون جذب هؤلاء الفتيات تحت مسمي الحب، لمعرفتهم بأن الحب أسمي، وأنقي العلاقات عندهن.

والحب عند الفتيات لا شئ يضاهي مكانته، ولا يتلفظن به إلا، وقلبهن ملئ حقًا بحب، ومشاعر دافئة تجاه أحدهم، لا يضعن شيئًا تحت إسمه، وإن وضعن ذلك، لن يفعلن إلا بعد تأكدهن مرارًا وتكرارًا من حقيقة مشاعرهن، أعلم أن بعض الفتيات متمرسات بالتلاعب بمشاعر بعض الفتيان، إلا أنني أتحدث في الأغلب.

تذكرت قول أم كلثوم:

(ياللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه قلتوا عليه مش عارف إيه)

(العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب ياروحي عليه)

(في الدنيا ما فيش أبدا أبدا أحلى من الحب)

(نتعب نغلب نشتكي منه لكن بنحب)

(ياسلام ع القلب وتنهيده في وصال وفراق)

(وشموع الشوق لما يقيدوا ليل المشتاق)

(يا سلام ع الدنيا وحلاوتها في عين العشاق)

(أنا خدني الحب لقيتني باحب وأدوب في الحب وصبح وليل علي بابه)

#لكن_بنحب

#حكايات_نمنم_لـ30_يوم_غير_كل_يوم.

#منة_محجوب

#خواطر #شعر #خربشات #قصائد #كتابات #أدبيات