تجربتي مع الموسيقى.


ان الدين و الفن يتم استقبالهما من نفس الجهاز و هو الروح، فتلقي الفنون يستدعي هامشا من الحساسية النفسية و رهافة الإحساس والمشاعر ، و هي نفس الاشياء التي يتطلبها تلقي الدين..

الرسول (ص) والصحابة كانوا يتخشعون بالقرآن رغم أنهم لا يسمعون الموسيقى، لأن القرآن دون بقية النصوص الدينية فيه موسيقى داخلية و بنائه بحد ذاته يحتوي على السجع ناهيك عن نغم التجويد و الترتيل ، ثم إن تجويد القرآن هو أصلا أمر رباني فكيف يحرم الله الموسيقى والغناء وفي الوقت ذاته يأمرنا بتجويد القرآن وترتيله ترتيلا ؟؟

التجويد هو عملية فنية صرفة...تلحين مرتجل انطلاقا من نفس المقامات الموسيقية التي يعتمد عليها الملحنون ، وإلا فلماذا يفضل مستمع قراءة عبد الباسط و يفضل آخر الغامدي وآخر يفضل قراءة السديس مثلا ؟ أليست الآيات القرآنية هي نفسها وكلام الله هو ذاته ؟

لماذا نجد تفاضلا بين مقرئا وآخر ؟ وعلى أي أساس يكون الاختيار ؟ أليس بناء على المعيار الفني والذوق الشخصي و الحس الفني والجمالي للمستمع؟ ألا يعني هذا أن الإستماع بتجويد القرآن إنما هو في حقيقته استمتاع بجمال اللحن و عذوبة الصوت ؟؟

عندما يستمتع المسلم بالتجويد فهو في الحقيقة يستمتع بالغناء لأنه لو كان الإستمتاع بكلام الله فقط لاكتفى بقرائه ، وعليه فإن من يرفض الموسيقى وفي نفس الوقت يرغب في التخشع بالدين إنما قد وقع في التناقض، لأن الموسيقى و التجويد يخاطبان الوجدان وينتميان للفن الذي يعد قيمة من قيم الجمال..

من لا يتأثر بالفن لا يمكنه الخشوع ، فالتجويد هو في النهاية تلحين للآيات القرآنية مثلما الغناء هو تلحين للأبيات الشعرية ، لأن تلقي الدين و الفن إنما يكون من نفس الجهاز النفسي، وعليه فإن من لا يتأثر بالفن يستحيل عليه أن يتخشع بالدين لأن نفس الجهاز لا يمكن ان يكون معطلا هنا و شغالا هناك..

فهمت قصدك جيدا إيفي..شكرا على ردك المميز


قصص وتجارب شخصية

مجتمع لمشاركة وتبادل القصص والتجارب الشخصية. ناقش وشارك قصصك الحياتية، تجاربك الملهمة، والدروس التي تعلمتها. شارك تجاربك مع الآخرين، واستفد من قصصهم لتوسيع آفاقك.

78.6 ألف متابع