في صغري وطفولتي كنت اشاهد خالًا ليس بالشقيق لأمي، كان قد أصيب بشلل الأطفال وسكت عنه أبواه إلى أن أصبح شيئَا مستديمًا وملازمًا له، ومن وقتها أصبح محط أنظار العائلة كلها، ليس انبهارًا بالطبع، ولكنها الشفقة! الشفقة وبنيان مستقبل ليس فيه أي لمحة أمل، عن كيف سيواجه صعوبة في عمله، كيف سيواجه صعوبة في زواجه وكيف سيحكم عليه أطفاله، بدأ الناس بنسج حياة في منتهى الكئابة له ومحاولة استباق الصعاب التي سيواجهها!
أشد ما كان سيواجهه هذا الخال هو شفقة الجميع عليه بأن لا فتاة سترضى به بسبب قدميه العاجزة! رغم قدرته على السير بشكل شبه عادي في نظري كطفلة، وكنت اتخيل الألم الذي يعيشه بالفعل بسبب تعرضه لهذا الكم من الإحباط، لكنني كبرت وأنا اشاهد هذا الخال يتألم من التعليقات حوله.
بالطبع كنت اقول لنفسي ما بال هؤلاء الناس، لماذا يضخمون الأمر هكذا، ما المشكلة في أن يكون زوجًا، حتى لو انتزعت الساق كلها! لكن عقلي يخبرني أحيانًا أن هذا نوع من المثالية وأنني ربما لو تعرضت لشخص كهذا الخال ربما كنت لاعيش المخاوف كلها، محااولة تخيل أنك بسبب ظروف ما ربما ستكون محرومًا من عناق الشخص الذي تحبه، أو الكلام معه، أن ينظر إليك وتنظر إليه، أن وأن وأن قفزت كثيرات منهن إلى عقلي!
التعليقات