مع كثرة المواد المنشورة عن ريادة الأعمال وإنشاء الشركات، تكاثرت المفاهيم والمعايير التي يجب أن يلتزم بها رائد الأعمال الشاب كي تنجح شركته، وترى النور، وتجد موضع قدم بين العمالقة.

ولكن هل يوجد عنصر واحد فقط يمكنني التركيز عليه – كرائد أعمال – يساعدني على إنجاح مشروعي/شركتي؟

بالتأكيد يوجد: الموظف

يقول ريتشارد برانسون:

"إذا اعتنيت بموظفيك، سيعتنون هم بعملائك"

سياسة القهر والتجويع التي تسود معظم بيئات الأعمال قديما وحديثًا لا تشجع أبدًا على وجود مشاريع ناجحة ومستمرة. اقرأ معي هذه القصة التي يرويها أحد المشهورين اجتماعيًا Public Figure:

"كان لي أحد الأصدقاء يملك سلسلة من متاجر الحلويات (شرقية وغربية) وكان يعين الموظف الجديد على مرتب 1500 جنيه شهريًا. وهو راتب قليل جدًا مقارنة بالمجهود الذي يتوجب على الموظف بذله. ولكن كان هناك الكثير من الشباب الذي يرضى بهذا الوضع بدلاً من الجلوس في المنزل، فكان صديقي دومًا يجد الموظف الذي يقبل بهذا الراتب.

ذات مرة تقدم للعمل لديه أحد الشباب، وطلب راتب مضاعفًا. طلب 3000 جنيه في الشهر، فرفض صديقي وأخبره أن الرواتب عندنا تبدأ من 1500 وجميع الموظفين يعمل على هذا الراتب. فأخبره الشاب إجابة هزت كيانه: معذرة .. لا أقبل بهذا الراتب، فأنا أريد أن أكسب رزقي بالحلال.

لوهلة لم يفهم صديقي معنى إجابة الشاب، ولكنه أدركها لاحقًا حينما قرر المرور على فروعه، ليعطي كل فرع يومًا من وقته أسبوعيًا. فلاحظ أن الأيام التي يتواجد فيها في الفرع ترتفع فيها المبيعات عن الأيام التي يغيب فيها عن هذا الفرع. الأمر واضحًا الآن .. صديقي يتعرض للسرقة من موظفيه الذين يتقاضون راتبًا ضعيفًا. وبالتالي رفض الشاب – الشريف – أن يتقاضى راتبًا أقل مما يطمح إليه؛ حتى لا يمد يده للحرام، بينما قبلت نسبة كبيرة من الشباب هذا الراتب، مقابل أن يستخلصوا حقوقهم المهدورة – في نظرهم – من إيرادات المتجر" انتهت القصة.

نجد رجل الأعمال لا يُقصر في شراء الأدوات والآلات التي تساعد على تقدم عمله، وكذا الدورات التدريبية التي تنمي من قدرات موظفيه، بينما راتب هذا الموظف ثابتًا في مكانه لا يتحرك، وكأنه يكتفي بشرف العمل لديك فحسب.

الموظف الذي يقبل العمل لأجل راتب قليل، هو بالفعل لا يعمل لديك، وإنما يقضي وقته فحسب، بدلاً من الجلوس في المنزل حتى يعثر على الوظيفة المناسبة. الشرفاء منهم يصبرون حتى يغادرون الوظيفة في أقرب وقت وحين ظهور فرصة أفضل، وعديمو الشرف يفضلون البقاء والسرقة من إيرادات المكان، أو استخراج المصالح بالصورة المشروعة وغير المشروعة.

وعلى الجانب نجد رجل أعمال صيني يأخذ من شركاته 6400 موظف لقضاء الأجازة معه في فرنسا، بتكلفة تُقدر بعشرات الملايين من الدولارات. هل تهتم حقًا بإسعاد موظفيك أم عملائك فقط؟

شاهد الفيديو المختصر:

الموظف الذي يرضى الضغط من إدارة الشركة عليه وعلى أعصابه، لن يكون لديه ولاء أبدًا لهذه الشركة، ولن يجد تفريغًا لهذه الضغوط إلا مع العملاء، فتقل المبيعات ويقل رضا العملاء عن الشركة، وربما تغلق الشركة أبوابها لاحقًا بسبب عدم اهتمام صاحب العمل بموظفيه.

فإذا كنت رائد أعمال ذكي وتبحث عن تحقيق نجاح حقيقي في عالم الأعمال، اعتن بموظفيك وهم سيعتنون بعملائك.