بدأت تجربتي في عالم الفريلانس عام 2014، حيث بدأت في كتابة المقالات بمقابل مادي مع أراجيك، ثم مع صحيفة التقرير، وبعدها مع العديد من المواقع العربية مثل هاف بوست، العربي الجديد، ساسة بوست، إضاءات، كلافو، وغيرهم. وعلى مدار أربع سنوات حتى الآن شهدت العديد من التطورات سواءً على المستوى الشخصي، أو من الناحية العملية، أو في طرق وأسلوب انتاج المحتوى العربي.
أهمية المحتوى العربي
تشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة جميع المحتوى العربي على الإنترنت لا تتعدى 3 % من إجمالي المحتوى الموجود، هذه بالطبع نسبة ضئيلة على الأخص إذا استثنينا منها المحتوى غير الهادف الذي يمثل النسبة الأكبر. وإذا أخذنا في الاعتبار عدد مستخدمي الإنترنت العرب الذين يصل عددهم إلى حوالي 175 مليون مستخدم، فهذا يجعلنا أمام فرصة عظيمة يمكن استغلالها لتقديم محتوى هادف يهم هؤلاء المستخدمين الذين يعانون من ضعف أو نقص المحتوى في المجالات التي يبحثون عنها. على سبيل المثال هناك نقص في المحتوى العربي العلمي، التعليمي، الأكاديمي، التربوي، الرياضي (لا يقتصر على كرة القدم)، الفني، الطبي...إلخ. القائمة حقًا يطول سردها، لذا نجد أن عدد المواقع العربية يزداد يومًا بعد يوم لاستغلال هذه الفرصة في تقديم محتوى يبحث عنه الجمهور وفي الوقت ذاته تحقيق بعض الأرباح.
صنّاع المحتوى
حتى تقوم المواقع بتقديم محتوى مفيد وهادف، فإنها بحاجة إلى ترسانة كبيرة من الكتّاب المتخصصين الذين لديهم القدرة على الكتابة بأسلوبٍ سلس بما يوافق قواعد الكتابة عبر الإنترنت. وحيث أن المحتوى الجيّد لا يأتي مجانًا، فإن مواقع المحتوى تجد نفسها أمام خيارين:
توظيف كتّاب ومحررين بدوامٍ كامل: هذا الحل تقوم به المواقع التي لديها ميزانية كبيرة إلى حد ما تسمح لها بتحمل تكلفة التوظيف وإيجار المكتب وكافة المصاريف اللوجيستية الأخرى، وفي النهاية ستجد نفسها مضطرة إلى العمل مع كتّاب مستقلين بالقطعة لزيادة المحتوى المعروض لديها وأيضًا بهدف زيادة عدد الكتّاب والمشاركين بالموقع.
توظيف مستقلين بالقطعة: هذا الحل يلائم جميع المواقع على اختلاف ميزانيتها، حيث يسمح بتنوع الكتاب والمشاركين بالموقع، تنوع الموضوعات المعروضة عبر الموقع، وأيضًا يخفف من ميزانية الموقع على الأخص إذا كان الموقع لا يمتلك مكتب للعمل وجميع العاملين به يعملون من منازلهم.
مشكلة الإدارة
تعاني المواقع التي تحتاج إلى كمّ كبير من المحتوى بشكلٍ مستمر من مشكلة إدارة العاملين على الأخص إذا كان العاملون مستقلين. حينها يجد مديري المواقع مشكلة أمام متابعة عدد كبير من المستقلين من أجل الحصول على عدد محدد من الموضوعات. أيضًا هناك مشكلة أخرى وهي صعوبة الحصول على المستقل الجيّد على الأخص المتخصصين منهم، وربما هذه المشكلة تحلها بعض مواقع العمل الحر مثل مستقل وخمسات لكنّها قد تكون مرهقة لصاحب العمل وقد يضطر للقيام بعدة اختيارات من أجل الوصول إلى كاتب جيد ومتخصص بعد عناء.
استغلال المشكلة
هذه المشكلة هي التي قمت باستغلالها من أجل تأسيس شركتي العام الماضي لإنتاج وصناعة المحتوى الرقمي (Wordy Agency). ما نقوم بتقديمه في وردي هو مساعدة أصحاب المواقع في الحصول على المحتوى الذي يرغبون به بأفضل جودة ممكنة وأنسب سعر في كافة التخصصات وجميع المجالات. بدلًا من أن يقوم أصحاب المواقع بالبحث والعناء وتحمل ضغوطات إدارة فريق المحتوى، نقوم في وردي بتقديم محتوى نهائي جاهز للنشر إلى أصحاب المواقع في مواقع محددة. الطريقة التي نتبعها في العمل هي توظيف كتّاب متخصصين بدوام كامل، ودوام جزئي، ومستقلين، وجميعهم يعملون عبر الإنترنت من منازلهم دون الحاجة إلى التواجد في مقر عمل. حتى الآن لا نمتلك مقر عمل، ونعمل جميعنا من منازلنا، ونجحنا في الوصول إلى عدد جيد في أول شهورٍ لنا من دول مختلفة من بينهم مصر، السعودية، الإمارات، السويد، وغيرهم.
تشمل خدماتنا إنتاج المحتوى بكافة أنواعه مثل المقالات، التقارير، الأخبار، المحتوى التسويقي، ومحتوى صفحات المواقع. كذلك نقوم أيضًا بتقديم خدمات التسويق الإلكتروني مثل إدارة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وحملات التسويق عبر الإيميل، والتسويق عبر المؤثرين.
آلية العمل
لدينا نظام واضح للعمل في وردي يعتمد على التواصل المستمر بين جميع أعضاء الفريق، حيث نستخدم بعض الأدوات المجانية مثل:
تريلو: تريلو هي منصة العمل التي تجمعنا، حيث نقوم بإدارة جميع مشاريعنا من خلاله عن طريق إنشاء بورد خاص بكل مشروع، يضم جميع الأشخاص المرتبطين بهذا المشروع بالإضافة إلى مدير المشروع.
أداة توجل toggl: توجل هي أداة مخصصة لتتبع الوقت، ونقوم باستخدامها في المشاريع المرتبطة بعدد ساعات محددة أو التي يقوم العميل فيها بالدفع مقابل عدد الساعات. هذه الأداة هامة أيضًا في حساب الوقت المستغرق للعمل عند كل مشروع وبالتالي استخدامه عند تحديد تكلفة مشروع. على سبيل المثال، استنادًا على تقارير المستقلين في الوقت المستغرق لكتابة مقال، قد تجد أن كتابة المقال تستغرق منك في المتوسط ثلاث ساعات، مما سيساعدك في حساب التكلفة في المشاريع القادمة التي ستعمل عليها.
تليجرام: لمن لا يعرف تليجرام، هو تطبيق للتواصل يشبه الواتس اب، إلا أنه يناسب الأعمال أكثر حيث لديه نسخة للموبايل ونسخة منفصلة لجهاز الكمبيوتر. جميع فريق العمل يقوم باستخدام تليجرام من أجل التواصل بين أعضاء الفريق، وللإعلانات الهامّة.
جوجل درايف: مخصص لتوثيق جميع ملفات العمل والمحتوى الذي نقوم بإرساله لكل عميل. كل مشروع لديه فولدر مخصص يحتوي على جميع الوثائق والبيانات والملفات المرتبطة بالمشروع.
جوجل هانج اوت : الوسيلة الأساسية لتنظيم الاجتماعات سواءً بين أعضاء الفريق، أو للاجتماعات مع العملاء.
أداة الفواتير: أفضل أداة مجانية نقوم باستخدامها لإنشاء الفواتير للعملاء هي (Invoice Generator). الأداة مجانية وتسمح بإضافة اللوجو الخاص بنا وإضافة جميع عناصر الفواتير.
مصادر هامّة
هذه أهم المصادر التي ساعدتني في إنشاء وإدارة الشركة:
كتاب Creative, Inc.: The Ultimate Guide to Running a Successful Freelance Business: هذا الكتاب دليل مختصر وشامل لجميع المستقلين الذين يرغبون في بناء شركتهم التي تعتمد على الفريلانس. يوضح الكتاب جميع خطوات العمل بدءً من تحديد أهداف الشركة، مرورًا بتحديد الأجر والتسعير، وانتهاءً بالحصول على الأجر والمتابعة مع العملاء.
دليل حسوب للموظفين: حسوب هي أهم مثال ناجح للشركات التي تعمل عن بعد، ودليل حسوب للموظفين مفيد في طريقة تنظيم الشركة وتحديد سياستها وآلية التعامل والتنسيق بين الموظفين.
هذه هي خلاصة تجربتي في إنشاء وإدارة شركتي خلال الشهور الماضية، وإن شاء الله يكون هذا العام مثمر لنا في وردي. إذا كان لديكم أي أسئلة أو استفسارات سأكون سعيد بالإجابة عنها :)
التعليقات