كلنا لنا أفكار و قد نسرح فيها و نتخيلها حينما تكبر و تصبح كياناً مهماً و هناك منا من يقتل فكرته فى مهده بأن يخطأ ذلك الخطأ الأول و منا من يصيب فكرته بالشلل بعد أن تكبر قليلاً وذاك هو الخطأ الثانى

أما الأول : فهو أن تحكى الفكرة الأساسية لأى شخص كان , قد تظن أن المقصود من ذلك القتل هو أنك قمت بتسريب الفكرة و لكن ليس ذلك هو المقصود و ذلك لأن كثير منا يظن أو يشعر أفكاره و أحلامه على أنها هموم تثقل عاتفه فتدفعه نفسه ليحكى عنها و يجد من يشاركه ذلك و يزيح عنه , و يحدث ذلك و لكنه لا يزيل عنها هماً بل يزيل عنه حماسة و رغبة و شغفاً و يقتل بداخله حلماً , تلك دراسة نفسية قرأت عنها منذ فتره و هى أن الشخص يشعر بنفس الرضا و نفس السعادة التى يشعر بها من أنجز شيئاً بمجرد أن يحكى و يشارك أفكاره تلك مع الآخرين , ولكنه فى الحقيقة رضاً وهمى وسعادة بلا ادنى تعب أو مجهود فتزولا وتزول الحماسة , فلا تقتل مشروعك

أما الثانى : فهو أن تسير فى طريق تنفيذ الفكرة ولكنك تجعل فكرتك هى الموضوع كله إجمالاً و تفصيلاً , تضع التخيل كاملاً من البداية إلى النهاية فترسم بذلك نهاية لمشروعك بمجرد بدايته , فانت كمن لديه أراضِ و مساحات واسعه ولكنه إختار أن يبنى بيتاً لنفسه محاطاً بسور و يضع فيه كل إمكانياته عوضاً عن أن يبنى صرحاً و صروحاً و مصانع و مبانى و منشآت , و كمثال توضيحى لذلك الخطأ سأتطرق لبرمجيات الويب تلك البرمجيات التى تحتاج فى غالب الأمر إلى لوحة تحكم لتتحكم في خصائص و مميزات و أمور متعلقة بتلك البرمجيات , حينما يقوم المبرمج بإنشاء لوحة التحكم أولاً قبل أن ينشأ الموقع نفسه فإنه بذلك قام بإنشاء ذلك السور الذى حدد ملكيته و مساحة تفكيره فلم يترك لخياله العنان حينما يأتى الدور على بناء الموقع , فالآن هو يريد موقعاً يمكن أن يتم التحكم فيه من خلال تلك اللوحة , و على النقيض منه شخص بنى جزء من قاعدة البيانات ثم بنى عليها موقعاً فأراد أن يبنى جزء آخر فى قاعدة البيانات ليوسع عليه البناء ثم جائته أفكار أخرى فأعاد الكره ثم خطر بباله من جراء ما يحدث له أنه قد يحتاج لمساحات جديده و توسعات مستقبليه فى بناء ذلك الموقع فأعادة هيكلة قاعدة البيانات لتكون ديناميكية و ذات قابلية عالية للتطور بسهولة دون عوائق و دون مشاكل قد تحول دون فعل ذلك , ثم بعد أن ينتهى من المرحلة التى قام بها يقوم بعمل تلك اللوحة التى تتناسب مع ذلك الصرح و تكون بنفس تلك الديناميكية

أتمنى أن تكون أفكارى قد وصلت و أن تنفع أحداً .

أخوكم , عبدالله أسامة