عليك انت تحب ما تفعل وتفعل ماتحب وكل شيء سيصبح على مايرام... اتبع احلامك وانظر الى القمر كيف وصل اليه رواد الفضاء في سبعينات القرن الماضي ... هم ليسوا افضل منك... تستطيع ان تصبح مثلهم يا عزيزي! هل تريد ان تسافر الى المريخ؟ هل تريد ان تحصل على مليون دولار فقط في ستة اشهر؟ ... هذا هو الهراء الذي يتبعه البعض في وصف المهمة الشاقة وجعلها تبدو وكانها تعتمد على حبك لما تفعله فقط وان كل شيء سيسير كما تريد!
سأحكي قليلاً عن رحلتي في صناعة التطبيقات في مدينتي بغداد ثم سأحكي لكم تأثير ايماني في ما يسرده حكاة قصص النجاح على حياتي العملية بشكل عام.
بدأنا في نهاية عام 2012 مسيرتنا لتطوير التطبيقات للاجهزة الذكية. كان التطبيق عبارة عن مشروع مدرسي للمشاركة في مسابقة اعدت على الصعيد المحلي وبينما كان جميع المشاركين مشغولين في صناعة برامج الوندوز او المواقع الالكترونية كنا الوحيدين في مجال صناعة التطبيقات للاجهزة الذكية وتحديداً الايباد. كنا حيناها سعيدين جداً بما حققناه من انجاز رغم صغر سننا.
ثم انطلقنا..
بدأ الجميع بتحفيزنا. التحفيز الذي كنا لانتوقعه من مجتمعنا.. الذي ادى الى نتائج مأساوية. سأتكلم عن نظرتي لهذا الامر. وفي هذه المقالة انا امثل نفسي فقط وليس فريقي.
بدأت الايام تجري سريعا، تركنا العمل على مشروعنا المدرسي ثم انتقلنا الى العمل على مشروع اخر وعندها اصبت بخيبة امل كبيرة جداً بسبب الكسل الذي اظهرته في العمل على ذلك المشروع وانا شخصيا لم ابذل الجهد المطلوب لنجاح المشروع. ثم انتقلنا الى مشروع اخر قمنا بعمل تطبيق لقناة يوتيوب جديدة وعند نشر التطبيق اصبنا بخيبة امل جديدة بسبب غلق القناة لعجز في الميزانية. صنعنا ايضا تطبيق لاحدى الشركات وبعد مفاوضات عديدة قاموا بدفع المبلغ المطلوب. كنت حيناها مصاب بخيبة امل شديدة.. لم اعلم سبب ما يحصل! في كل مرة نعمل على مشروع تحصل مشكلة ونستسلم لهذه المشكلة.. راجعت حيناها نفسي، هل انا حقا احب عملي في صناعة التطبيقات؟ وفي كل مرة اتأكد اني احب هذا المجال اكثر من غيره ولكن ماذا يحصل؟ هل هي قصص الفشل التي يتكلم عنها الناس وان الاشخاص الناجحين يمرون في مشاكل دائماً في بداية طريقهم؟ حقا؟ هذا لايعقل! عامين مضت وفي كل مرة نعمل على مشروع جديد اجد نفس المخاوف واحداها عدم اكمال العمل على التطبيق ونشره على متجر التطبيقات!
وفيما بعد، اكتشفت السبب الحقيقي لهذه المشكلة، في طريقي ولمدة عامين قام جميع من عرفتهم بتشجيعي وكانت كلمات التشجيع الذي اذكرها هي عبارة عن "نعلم انك ستحقق شيء عظيم في المستقبل" "نعلم انك ستمتلك شركة خيالية" "نحن نؤمن بما تفعله" "نحن مؤمنين بأنك ستصبح افضل رائد اعمال في المستقبل" "نحبك، عاشت يداك، انت الافضل" هذه هي الكلمات التي حطمتني لمدة سنتين!
سيرد الى ذهنك اني اقصد الغرور او التكبر، الحمدلله هذا لم يحصل لي، ما حصل لي هو اعظم واخطر من هذين الاثنين معا! أتعلم ماذا يحدث لك عندما يقول شخص لك انك الافضل وانت رائع وانت تمكنت من عمل العديد من الاشياء رغم الوضع الذي تمر فيه ثم تكتشف انك لم تفعل 5 بالمية فقط من ما يفعله رواد الاعمال في الخارج والذين هم بعمرك؟ اتعلم ما معنى ان تعيش بلا منافسة وتظن انك لاتحتاج لاي شيء لانك الوحيد ويمكنك جني النقود بسهولة ولا تفكر ابداً بالعالم الخارجي وما يفعلة رواد العالم وكم ساعة يقضون من يومهم في سبيل العمل على مشاريعهم التي يؤمنون بيها وكل الذي تفعله انت هو صنع تطبيقات للشركات لجني النقوط والاستمتاع لمدة قليلة فقط؟ اتعلم ماهو شعورك عندما ترى الملايين من الناس يعملون ليلا ونهارا من اجل نجاح مشروعهم وانت تضيع وقت كثير جدا على الانترنت ونزهاتك مع اصدقائك؟ سيأتي احد ويقول ان رواد الاعمال في الخارج لديهم دعم عظيم من بعض المستثمرين! حقا يا عزيزي؟ هل تعي كبر حجم المنافسة التي يمرون بها؟
لا اخفي لكم اني عندما اكتشفت الحقيقة تحطمت وندمت على كل مرة ظننت ان طريقي صحيح واخذت عامل الوضع كمبرر لكسلي!! لا أخفي لكم اني ندمت كثيرا على كل الساعات التي ضيعتها.. ندمت على كل شيء قاله اصدقائي عني وصدقته.. ندمت وندمت وندمت!
يا رفاق، النصيحة اهم من التحفيز! يا رفاق لاتعودوا الناشئة من رواد الاعمال على الكسل! لاتحفزوهم وتجعلو منهم ادوات سريعة التحطم عندما يكتشفون حقيقة كسلهم وانهم لم يحققوا شيء لانهم لم يتعبوا على مشاريعهم.. يارفاق.. المنافسة هي المحفز الوحيد.. هي الدافع الوحيد الذي يجعل من الشخص مجنونا ليقف في بداية الصف..كم شخص منكم قال له احد اساتذته انك سترسب في الامتحان وقضى وقتا طويلا في الدراسة ليلة الامتحان ليثبت ان مدرسه على خطأ؟
يا رفاق ريادة الاعمال تعني السهر والتعب والصبر والقتال والايمان بمشاريعكم والتعلم والاصرار والنهوض من جديد على ارجلكم بعد العثرات.. يا رفاق علموا انفسكم على المسير وحدكم فانه افضل احيانا من الخيالات التي ينسجها لكم رفاقكم والتي تجعل منكم اناس يظنون ان لديهم قدرات خيالية ثم تؤدي الى سقوطكم..
اشكر كل من نصحني .. اشكر كل من بصق في وجهي .. شكرا لك عزيزي لانك انت الوحيد الذي اظهرت من هو انا حقاً...
التعليقات