كنت في مناقشة مع أحد الزملاء الذين دخلوا Y Combinator، فأخبرني بأننا في الشرق الأوسط نُسمي أنفسنا صناديق رأس مال مخاطر، لكننا لا نمارس المخاطرة بمعناها الحقيقي؛ إذ ينصبّ التركيز غالبًا على الشركات التي أثبتت نموًا سريعًا أو تمتلك أرقامًا مغرية للمستثمر، بينما تُترك المشاريع الصغيرة في مراحلها الأولى بلا دعم، رغم أن جوهر رأس المال المخاطر يقوم على تحمل احتمالية الفشل مقابل اكتشاف قصص نجاح جديدة. والمفارقة أن عدد المستثمرين في المنطقة يزداد، لكن التمويل يصبح أصعب، لأننا نبحث عن نتائج سريعة لا عن بناء منظومة مستدامة. فما الذي يجعل الصناديق تخشى المغامرة مع المشاريع الصغيرة؟
ما الذي يجعل التمويل أصعب رغم زيادة عدد المستثمرين؟
التعليق السابق
أظن أن جزء من المشكلة يكمن في غياب منظومة متكاملة تُخفف من حدة الفشل، مثل وجود حاضنات حقيقية وتشريعات مرنة ودعم حكومي يحمي رأس المال عند الخسارة.
هذا فعلاً ما يميز بيئات الاستثمار الناضجة مثل وادي السيليكون؛ حيث يُنظر للفشل كجزء من الدورة الطبيعية للابتكار، لا كوصمة. المشكلة عندنا أن الفشل يُعامل وكأنه خطيئة مالية أو اجتماعية، فينهار المشروع وينهار صاحبه معه. النتيجة أن رأس المال يتجمّد خوفًا من المخاطرة، والمستثمر يفضّل الاحتفاظ بأمواله في العقار أو الذهب بدلًا من ضخّها في شركات ناشئة. لكن برأيك ما يمنع الدولة – جنبًا إلى جنب مع المستثمرين – أن تخلق مظلة تحمي الابتكار من أن يُجهض عند أول سقوط؟
التعليقات