منذ مدّة قرّر جارنا لطيف البستاني النشيط أن يفتح متجرًا لبيع الخضار والفاكهة. فبعد أن كان يستخدم منتوجات بستانه للاستهلاك الشخصي قرّر أن يوسّع نطاق هذا العمل قليلًا حيث لم يعد يكفي ما يرسله له ابنه "بشير" من المال من بلاد المهجر.

وبعد أن قام بدراسة الجدوى الخاصّة بالمشروع ،اكتشف أنّ نجاح هذا المشروع متعلّق بالبقعة التي يودّ العمل فيها حيث أخبره الاستشاري أنّ أمامه خيارين:

فإمّا يفتح متجره بناحية مكتظّة وذات إيجار متوسّط على أن يقوم بالإنفاق على الحملات التسويقيّة لتعريف الآخرين على المحل الجديد وإمّا عليه أن يستغل تأثير ستاربكس.

وهنا احتار العم لطيف وقال " ما معنى ذلك؟" ولمّا لم يستطع الاستشاري تبسيط الفكرة له سألني حول ذلك. فقلت له ببساطة " الأمر شبيه بالسبيل في نهاية القرية، فإن أردّت بيع بضاعتك بعها بالقرب منها صباحًا حيث يشهد المكان حضورًا كبيرًا للأهالي لجمع الماء. ويعني ذلك يا عم أنّ الأماكن التي تكون بالقرب من قهوة ستاربكس ترتفع قيمتها العقاريّة فتشهد اكتظاظًا للمستثمرين وهو ما يمكّننا من استغلال الفكرة لتعزيز المبيعات. "

فوقع العم لطيف بحيرةِ كبيرة إذ أنّ كلفة الخيار الأول تكون بالحملات الإعلانيّة وأما الخيار الثّاني فيكون الإيجار فيه مرتفعًا نتيجةً قرب المتجر من قهوة ستاربكس وهو ما يرفع القيمة العقاريّة للأبنية. وأمّا الإعلانات فلا داعي لها إذ أنّ وجود المحل بالقرب من ستاربكس يكفي كدعاية للمحل.

وصراحةً فقد كان الاختيار بين الأمرين صعبًا بالنسبة لي وبالنسبة للعم لطيف. ولذلك وبرأيكم أنتم:

أيّه الخيار الأفضل، أن تفتتح مشروعًا تتركّز فيه نفقاتك على التسويق أم أنّك تفضّل افتتاح مؤسستك بقرب ستاربكس مقابل إيجار عالي وبصفر نفقات تسويقيّة؟