لقد حصلت أخيرا على ترقية، بعد الكثير من العمل الشاق والمشروعات التطويرية المتعددة.

ولكن بينما وأنا أجهز نفسي لهذه العلامة الفارقة في حياتي المهنية، إذا بزميلة عزيزة لا أشك في نواياها تنصحني قائلة: لا تتعجلي، وليهدأ حماسك قليلًا، ولا تبدأي مهمات المنصب الجديد فورًا، بل خذي وقتًا لتثني على نفسك وتحتفلي بهذه المناسبة وبكل الجهد الذي بذلتيه للوصول إلى هناك.

ثم بعد ذلك يحين وقت التخطيط لدورك الجديد ومعرفة كيف ستحدثين تأثيرًا إيجابيًا، لتثبتي لمديرك ولنفسك أنك تستحقين هذا المنصب الجديد. استغرقي وقتك لفهم ما يتطلبه هذا المنصب منك. 

وتتابع قائلة: نعم، نحن جميعًا نريد التحرك بسرعة، ونريد تغيير العمليات القديمة، ونريد قول نعم لكل شيء لإثبات أنفسنا، ولكن عن تجربة أنصحك بأن إجراء تغييرات سريعة قد لا يعطي انطباعًا إيجابيًا عنك للآخرين. فقد يبدأ زملاؤك في إدراك أنك واثقة جدًا أو أنانية جدا.

وتختتم قائلة: ألست تقودي السيارة؟! إذن إعملي إداريا بنفس الطريقة، " قد أبطأ تصل أسرع".

وفي الحقيقة لقد أوقعتني نصيحتها في حيرة من أمري، لقد كنت متحمسة لتولي مهامي الجديدة بأسرع ما يمكن، وكانت رغبتي شديدة جدا في وضع بصمة على كل شيء بمجرد انتهاء إجراءات ترقيتي. 

فهل تعتقدون انها تنصحني بإخلاص ؟ 

ربما أن حماسي الزائد هذا قد يدفعني لاتخاذ قرارات متسرعة. وربما أن كثير من التروي سيجعلني أفهم طبيعة المسؤوليات الجديدة التي أنا مقدمة عليها، فكثير منها بلا شك ليس لدي خبرة عملية في التعامل معه. 

كما ان الموظفين وفريق العمل الجديد قد لا يتوقع مني تغيير ديناميكيات الشركة على الفور. وقد يرفضون ذلك أيضا ويكونون ضدي جبهة داخلية.

في الحقيقة هدأ حماسي، وقلت لنفسي فلأبدأ بجمع المعلومات، وأخذت أسأل المديرين الذين تولوا المنصب قبلي عن رأيهم في مهمات المنصب وما قد يعتقدونه حوله من أشياء سليمة وأشياء ينبغي تغييرها، وأظن أنني أخطأت للمرة الثاني، حيث ما كان يجب ان أستقي معلوماتي من أصحاب خبرات سابقة، قد يكونون مضللين لي، وقد تكون ظروفهم وقت توليهم مختلفة عني، كما انه بكل تأكيد ردود أفعالهم وطبائع شخصياتهم غيري تمام.

ما رأيكم في هذا الأمر، هل فعلا أن مقولة : قد أبطأ تصل أسرع، تصلح كمبدأ للعمل الإداري؟ وإذا كان كذلك فكيف أطبقه؟