في هذه الأيام يبدو أن الموازنة بين العمل والحياة الخاصة أصبح شيئا صعبا، المخاوف من فقدان الوظيفة بالنسبة للموظفين، وهاجس ضياع الفرص بالنسبة للمستقلين يجعلهم يعملون لساعات أطول.

أستطيع الاعتراف أنني أحد المستقلين الذين يعملون أكثر من 10 ساعات خوفا من أن لا تتكرر فرصة الحصول على مشاريع جديدة في وقت قريب، ومن أجل إتمام جميع الأعمال التي استلمها في الوقت المناسب أصبحت أضطر للتغيب عن بعض اللقاءات العائلية والاجتماعية و حتى أنني حولت الساعات التي كنت أخصصها لتعلم البرمجة إلى العمل. 

أزعجني أنّ معظم ما كنت أقوم به هو العمل وأحسست بالخوف من أنّ ساعات العمل الطويلة تلك قد تضر بصحتي الجسمية والنفسية وسعادتي عامة، ولهذا قمت بالبحث عن أفضل النصائح للموازنة بين الحياة الخاصة والعمل، ولفت انتباهي أثناء قراءة نتائج البحث أنني واحدة من ملايين الأشخاص الذين يعانون للموازنة بين العمل والحياة، فوفقا لتقرير كلية هارفارد للأعمال فإنّ 94٪ من المهنيين العاملين يعملون أكثر من 50 ساعة في الأسبوع، أي أكثر من المعدل الطبيعي الذي يقدر ب 40 ساعة أسبوعيا.

أهم نصيحة من بين جميع تلك النصائح التي صادفتها كانت لعالمة النفس مارلين بودر يورك، والتي تقترح التوقف عن الهوس بالوصول إلى الكمال لأنّه غير ممكن و بدلا منه تقترح السعي نحو التميز، 

مع أنّنا نعرف أنّ الكمال غير ممكن إلاّ أننا نواصل السعي خلفه، وبالتالي فإن اقتراح مارلين بالتوقف عن التفكير فيه إلى الأبد والاهتمام بالتميز سيكون خيارا أفضل.

قدم أستاذ علم نفس آخر يدعى روبرت بروكس نصيحة مثيرة للاهتمام للأشخاص الذي لا يستطيعون التوقف عن تفقد العمل والحديث عنه خارج أوقاته، وتمثلت في اقتراح التحول من شخصيات تفاعلية إلى شخصيات مرنة، وقد اختار الشخصيات المرنة تحديدا لأنها تستطيع السيطرة والتحكم في حياتها بشكل أكبر.

هل تعانون من أي مشاكل في الموازنة بين عملكم وبقية أنشطة حياتكم؟

ماذا تفعلون للموازنة بين عملكم وحياتكم ؟