كنت أشاهد برنامجا وثائقيا عن أساطين شركات الشحن عبر البحار والذين يحققون مكاسب خيالية، وكان مما قيل أن عمال السفينة يشعرون كأنهم محبوسون داخل السفينة، حيث تمر عليهم الشهور بعيدا عن أحبابهم وأقاربهم، لا يرون شيئا سوى البحر والأمواج العالية من حولهم .. وأصحاب تلك الشركات لا يشعرون بتلك المعاناة حيث أنهم لا يسافرون مع سفنهم، ولا يباشرون عمليات الشحن والتفريغ والسفر عبر البحار.

.. زرت صديقا لي ذات مرة في عمله الخاص، وقد وجدت مظهره الخارجي مختلفا عما كان، فسألته عن سبب حالته تلك، فأخبرني أنه يستيقظ من نومه ليذهب لعمله، ولا يرجع إلا فقط للنوم، فنصحته بتفويض بعض أعماله، فتعذر بحجة أن العمل لن يسير على الوجه الأمثل، وأن هناك ضغطا كبيرا في العمل.

دعني أخبرك برأيي في هذا الأمر، رائد الأعمال الناجح لا يباشر العمل بنفسه، لكنه مع ذلك يعرف كل شئ عن عمله، ورائد الأعمال الناجح يعرف كل صغيرة وكبيرة داخل عمله، وإلا لن يكون ناجحا في عمله، لأن رائد الأعمال مهمته الحقيقية إدارة عمله وكيف يحقق التقدم المطلوب، ولا أجد تعبيرا أفضل من هذه العبارة – والتي قالها ستيف جوبز – المدير التنفيذي (أو رائد الأعمال) كقائد الأوركسترا، لا يعزف على آلة، ولكن بدونه لن يكون هناك عمل.

هنري فورد عندما كان في المحكمة – في القضية التي رفعها على صحيفة شيكاغو لأنهم وصفوه بالجاهل - وكان محاموا صحيفة شيكاغو يسألونه أسئلة ليبرهنوا للمحكمة أنه جاهل، أجابهم في نهاية الأمر بأنه يوظف من يجيبه على ما يحتاج معرفته .. بمعنى آخر، فإنه يوظف من يقم بالمهام التي يريدها، من يمتلك الخبرة .. كان هنري فورد يريد أن يقول لهم أنه لا يحتاج لأن يعرف كل شئ عن الحياة، لكن عليه أن يعرف كل شئ عن عمله، لذا فإنه يوظف من يوظفهم لذلك.

المقصود أنك كرائد أعمال لا يجب عليك أن تقوم بالعمل في خط الإنتاج بنفسك، عليك فقط إدارة العمل، ووفر ذكائك وجهدك في قيادة الفريق ونجاح العمل ككل ..

..

في اعتقادك: متى على رائد الأعمال أن يقم بالعمل بنفسه؟