بداية أي مشروع جديد جذاب هو فكرة إبداعية مختلفة على الأغلب لم يسبق رؤيتها من قبل، يظن البعض أنه أمر صعب إيجاد شيء مختلف في حين أن هناك أشخاص أخرون وصلوا إلى هذه افكار ابداعية بكل بساطة من خلال الجمع بين عملهم وبعض التفاصيل من حياتهم الشخصية.

منذ أيام أخذتني الصدفة إلى تناول الطعام في مطعم مميز في القاهرة، بمجرد الوصول إليه يبدو كل شيء غريب ومُلفت بداية من إضاءة المكان التي تُشبه إضاءات المسارح، وصولًا إلى المقاعد المصنوعة من الخشب بشكل مصري تقليدي قديم، وبمجرد جلوسي وتصفحي للمنيو وجدته أشبه بالنشرات المسرحية التي توزع في العروض وتُعرف الجمهور بصُناع العمل، ومن هنا عرفت القصة.

الفكرة

صديقتين احداهما مصرية والثانية سورية، يعملان في مجال المسرح وهواة للطبخ وكل منهما تعتز بهويتها، قررا أن يجمعا بين مجالي شغفهما في مكان واحد، فقاما بعمل مطعم متخصص في الأكلات المصرية والسورية المحلية فقط، واستعانوا بخيالهم الفني في تنفيذ الفكرة من ديكور واضاءة وحتى اختيارات الموسيقى اثناء الجلوس جعلتني أشعر وكأني في عرض مسرحي حقيقي.

لا يوفر المطعم قائمة طعام رئيسية ولكنه يوفر بشكل يومي طبق رئيسي مصري و طبق رئيسي سوري فقط، إلى جانب قائمة من المقبلات المحلية للبلدين فقط، وكذلك الحلويات الشعبية، ويتم الطهي على يد سيدات من الجنسيتين وليس طباخين متخصصين، وذلك ليُصبح الطعام منزلي أشبه بطعام أمهاتنا وجداتنا.

استعانوا بالأواني الفخارية والزجاجية القديمة جدًا، نظرًا لكونهما الأواني العريقة التي كانت تُستخدم في كل من البلدين

طاقم العمل إنساني من الدرجة الأولى، لا تستطيع التفرقة بين المدراء والموظفين، الزي الرسمي موحد، وجميعهم يعملون في كل شيء سواء استقبال او تحضير طعام او التحدث مع العملاء

ظلت الفكرة عالقة في ذاكرتي ورأيت فيها رسالة لكل من يرغب في دخول عالم ريادة الأعمال ويرى أنها صعبة ومجرد الحصول على فكرة إبداعية أشبه بالمستحيل للكثيرين !

في حين أن الأمر يتطلب تحديد الهدف والتركيز في التفاصيل التي تُساعدنا على تحقيق هذا الهدف بأبسط إمكانيات متاحة لدينا.

ماهي الفكرة الإبداعية التي رأيتها في مشروع على أرض الواقع في بلدك وجذبتك وتعلمت منها شيئًا ؟