هل تشعر بالملل والروتين في حياتك؟ هل تحلم بالنجاح والتغيير، لكنك لا تجد الحافز أو الإرادة للبدء بأي عمل مفيد؟ هل تعاني من خدعة عقلية توهمك أنك بحاجة إلى قوة خارقة لتحقيق أهدافك؟
إذا كانت إجابتك «نعم»، فأنا مثلك. كنت أضع خططاً ضخمة لتغيير حياتي، ثم أبدأ التنفيذ بحماسة واندفاع شديدين، ثم ما ألبث أن أفقد الدافع أو تخونني الإرادة، لأعود إلى نقطة الصفر. أما الطامة الكبرى، فهي أنني كنت مقتنعاً بفكرة أن السبب الرئيسي لإخفاقي المتكرر هو ضعف الرغبة، والاستسلام أمام المغريات، وعدم جدية القرار!
ولكن بعد سنوات، اكتشفت سراً قاسياً وبسيطاً في آن. هذا السر هو ممارسة عادات صغيرة يومية، لا تستهلك من وقتك وجهدك سوى دقائق قليلة، لكنها تؤدي إلى نتائج رائعة على المدى الطويل. إحدى هذه العادات الصغيرة التي عززت مسيرتي المهنية هي الكتابة السريعة. قبل سنين، تعلمت كيف أكتب بسرعة دون النظر إلى لوحة المفاتيح، وبلغت سرعتي نحو 90 كلمة في الدقيقة. هذه المهارة جعلتني أستمتع بالكتابة، وأنجز أعمالي بسرعة أكبر، وأثارت إعجاب المشرفين في مقابلات العمل التي خضتها.
مرت فترة طويلة بعدها، لم أرصد خلالها زيادة ملحوظة في سرعتي، فأدركت أن الوقت حان لاستئناف التدريب بشكل ممنهج. وبينما أنا جالس أكتب بعض الخواطر قبل قليل، خطرت بذهني فكرة فجائية، فأوقفت كل شيء أفعله، لأدخل موقعاً سأشارككم رابطه بنهاية الموضوع، بهدف التدرّب لدقائق قصيرة فقط؛ دقيقة واحدة للغة العربية، وأخرى للإنجليزية.
هاتان الدقيقتان كفيلتان بإحداث فارق حقيقي إذا تكرر استغلالهما يومياً بقصد اكتساب أي عادة أو مهارة جديدة تفيدنا على الصعيد الشخصي أو المهني. وهذه هي استراتيجية العادات الصغيرة التي تساعدك على كسر حاجز الفشل المتكرر.
عاهد نفسك على الالتزام اليومي بدقائق معدودة لتنفيذ أي نشاط تختاره. يمكنك، بداية، أن تركز على اكتساب عادة أو مهارة واحدة، ثم تضيف أخرى بعد أن تنجح مع الأولى، وهكذا دواليك.
مارس، مثلاً، بعض التمارين الرياضية لثلاث دقائق بعيد الاستيقاظ. اقرأ 3 صفحات من كتاب شيق قبل النوم. اكتب خاطرة سريعة بسطرين قبل بدء يوم العمل. استمع لبودكاست باللغة الإنجليزية لـ 4 دقائق. تدرب على الشطرنج لـ 5 دقائق. تابع برنامجاً وثائقياً مفيداً لـ 10 دقائق يومياً. بهذه الطريقة تستطيع اكتساب عادات ومهارت جديدة، وتجاوز أصعب الخدع العقلية.
في هذا السياق، أوصي بالاطلاع على كتابين مفيدين:
- العادات الذرية - جيمس كلير.
- عادات صغيرة - ستيفن جايز.
قبل الختام، أترك لكم رابط الموقع الذي أستخدمه للتدرّب على الطباعة السريعة (بوسعك تعلّم التقنية من اليوتيوب):
وأخيراً، أتمنى أن تتعلموا هذه التقنية أو تصقلوها. فالكتابة السريعة ليست مجرد مهارة بسيطة، بل هي مهارة تنطوي على فوائد متعددة. وعموماً، لا تضيعوا فرصة تطوير أنفسكم باتباع طريقة العادات الصغيرة، وابدؤوا بصعود سلم النجاح تدريجياً، بدلاً من عيش أحلام اليقظة الوردية، ومحاولة تنفيذ وعود سوبرمانية تتكسّر على صخور العادات القديمة والقدرات الحالية.
التعليقات