يُحكى أنّه في غابر الأزمان، أراد ملك أن يختبر شعبه. فأمر جنوده بوضع صخرة كبيرة في أحد الطرق المهمّة التي تمرّ منها قوافل التجّار.ثمّ اختبأ خلف أجمات الأشجار في مكان قريب ليرى ما إن كان أحدهم سيقوم بإزالتها. مرّ بضعة من التجار الأثرياء من الطريق، لكنّهم لم يُبعدوا الصخرة وإنما حاول العبور من حولها. فيما أبدى بعضهم تذمّره وانزعاجه من ملك البلاد الذي لم يقم بمتابعة طرق مملكته وإصلاحها، لكن ما من أحد منهم أخذ زمام المبادرة وحاول إزاحة الصخرة. أخيرًا وبعد مرور ساعات طوال، ظهر من بعيد فلاّح بسيط يحمل سلالاً من الخضار على ظهره. وما إن وصل إلى حيث الصخرة الكبيرة، حتى وضع حمولته جانبًا، وراح يدفعها بأقصى قوّته محاولاً إبعادها. فنجح في ذلك بعد جهدٍ كبير. عاد الفلاح إلى سلاله ليحملها، وفوجئ حينها بكيس قماشي مليء بالدنانير الذهبية ملقى في المكان الذي كانت فيه الصخرة، فالتقطه بين يديه وعيناه لا تكادان تصدّقان، وقرأ في حينها على ورقة صغيرة بداخل الكيس: "هذا الكيس هدية مني أنا ملك البلاد للشخص الذي يبعد الصخرة عن الطريق!"
الصخرة في طريقنا!
تعرض القصة عبرة جميلة، لا تنتظر التغيير من الغير بل بادر بصنعه بنفسك وستحصل على جزائك في النهاية، مثلما حدث مع الرجل الفقير وكيس الدنانير الذهبية.
لكنني أحمل نفس رأي الأصدقاء بأن ما تحمله القصة من عبرة غير واقعي، فلا الحاكم يضع العثرات في طريقنا لتعليمنا الدروس ولا نحن قادرون على تغيير العثرات بأنفسنا.
التعليقات