انطفأ نوري المنبعث المليء بالحياه وحب التجارب والشغف بكل ماهو جديد وامتلأ يومي بالروتين الممل ساعات تكاد لا تمشي من ثقلها ،صدري يكاد ان يُكسر من الضيق ،عظامي تُطحن كل ليل بمجرد اعلان وقت النوم ،لكن بليلةً من ليالي ديسمبر تواصلت معي احد الزميلات من بعد انقطاع لفترة طويلة ولا اخفيكم كنت اتأخر بالرد عليها لأن لا رغبة لي بمحادثتها وفي اثناء استرسالها بالحديث قالت اني لي فضل عليها ! ودهُشت ماهو الفضل اللذي لم تنساه لي وعادت بعد انقطاع لأجله ؟ قالت لي:ان كان بفضل الله ثم فضلي وبمواصلتي معها ساعدتها بالخروج من فترة انطفائها ! لم اكن اعلم أن لي تأثير وأن وقع كلامي قد يداوي ،لم يكن مروراً عادياً بالنسبة لي شعرت بالاطراء وبقدراتي.
مرور لم يكن عادياً!
بين توتير والفيس بوك من وجهة نظري الشخصية، فإن توتير هو الأفضل دون شك، رغم أنها تبقى تفضيلات شخصية لكن أنا كـ دينا أُفضل تويتر بمراحل، عادة ما أشارك عائلتي وأصدقائي الفيس بوك والانستغرام وأي تطبيق أشعر أنهم يريدون وجودي به، لكن بالنسبة لتويتر فأشعر به منزلي الشخصي مغلق الباب بفئة قليلة من الناس التي تعرفني شخصياً وبنسبة أشخاص كُثر ممن تعرفتُ عليهم على نفس التطبيق، وهم أشخاص رائعون بالمناسبة.
لا أعلم مدى أهمية رأيي وأعذراني على التدخل بهذا التواصل بينكما، لكن ما أود قوله أن توتير مساحة آمنة لشخصيتك الحرة تستطيعين فيه الكتابة والتعبير عن يومكِ كاملاً، أحياناً مت إن تنشري أكثر من منشور على الفيس بوك ولنقل عشرة في اليوم ستجدين أقاربك يهاتفونك ويقولون أن حسابكِ مخترق :D
لكن توتير مثل سجل تاريخي لشخصيتك، تستطيعين فيه تسجيل ما يحدث معكِ يومياً مهما كان سطحياً مهما كان عميقاً ومشاركته في أي وقت تشائين حتى لو في الدقيقة الواحدة كتبتِ خمس تغريدات.
والشخص الذي يعرفكِ على توتير يعرف عنكِ شخصيتك الحقيقية تماماً دون تزيين العمق أو المنشورات المزينة بالفائدة أو كل هذه الأمور التي أجد أنها تحدث في التطبيقات الأخرى.
برأيك يمكنني أن أصل لمستخدمين أكثر لو استخدمت تويتر؟
حسبما تقررين استخدامك للحساب، هناك أشخاص يستخدمونه مثلاً للعمل، وآخرون لمشاريع أخرى مثل مراجعات الكتب أو الندوات الثقافية أو لنشر اقتباسات كاتبـ/ة إلخ..
لكن كونه حساباً شخصياً تشاركين به فكرك فعدد المستخدمين يعتمد على تفاعلك في المحيط الذي تختارينه أثناء تصفحكِ الموقع وهكذا، أنا شخصياً تعرفت على الكثيرين وأبديت رأيي بما يشاركونه وكلهم في الحقيقة يتعاملون بشفافية ويحترمون طبيعية التطبيق، لا تجدين أحد يحكم عليكِ أو يتوقع منكِ أنكِ معجبة به شخصياً أو يترصدكِ وكل هذه التراهات، تشعرين بمستوى آخر في فكر الأشخاص وعقليتهم "وهذا لا يعني أن الأمر يقع على الجميع" لكنه الطابع الأكثر تفرُداً في توتير.
وبنسبة أشخاص كُثر ممن تعرفتُ عليهم على نفس التطبيق، وهم أشخاص رائعون بالمناسبة.
لفتت إنتباهي هذه النقطة يا دينا، كيف بالضبط تعرفتِ على أشخاص من خلال التطبيق؟ اعذريني لو بدا سؤالي ساذجا، لكن معلوماتي بخصوص تويتر شبه منعدمة :D
فهمتُ أنك تقصدين أن تويتر بشكل أو بآخر يضمن للشخص منا خصوصيته بعيدا عن الأقارب والعائلة وأحكامهم على ما تنشريه على صفحتك على فيس بوك مثلا أو إلى آخره، صحيح هكذا؟ وذلك بالطبع لأنهم غير متواجدين على تويتر من الأساس.
بالطبيعي أن محادثات توتير لا تمتلك تلك المرونة والسلاسة في التعامل معها ولذلك هو تطبيق لا تعتمد فيه الدردشة بالأساس أكثر من مشاركة التغريدات وهكذا، أنا مثلاً عرفتُ شخصين إلى الآن باتت أرقام هواتفهم في هاتفي، بدأت محادثتنا عبر توتير بشكل بسيط ومن ثم عدنا لمتابعة تغريدات بعضنا لمدة عامين، منهم صديقتي من الأردن ويمر الآن على صداقتنا ما يقارب الخمس سنوات، جمعنا حب الأنمي وقراءة القصص المصورة "المانغا".
هكذا يحدث الأمر بطيء وممتع ولوحده حقاً حتى أنني لا أتذكر تفاصيل أكثر مما أتذكر التغريدات على تويتر والمناقشات العميقة والهزلية في آنٍ واحد وهكذا، هذه هي واجهة معرفتكِ بالشخص، تكون غالباً في مكانها وموطدة الأثر دون تلاعب و"صِغر عقل".
حتى أنها بادرت بمساعدة قريبة لي بالبقاء في منزلهم يومين حين أغلقت طرق السفر بسبب الكورونا كما لو أنها كانت من عائلتي، رغم أنني لم ألتقيها إلى الآن!
بالنسبة للنقطة الثانية فحتى لو تواجد بعضاً من أقاربك فـ هُم يحترمون بشكلٍ ما مساحتكِ الخاصة، لدي قريبي متابعاً لي هناك وهو أيضاً لا يحب محادثات العائلة الكبيرة على الفيس بوك، لذلك هناك فهم لِحِس التوجه الخاص الصامت بتوتير وهذا ما يجعله ممتع وجميل حقاً!
التعليقات