انطفأ نوري المنبعث المليء بالحياه وحب التجارب والشغف بكل ماهو جديد وامتلأ يومي بالروتين الممل ساعات تكاد لا تمشي من ثقلها ،صدري يكاد ان يُكسر من الضيق ،عظامي تُطحن كل ليل بمجرد اعلان وقت النوم ،لكن بليلةً من ليالي ديسمبر تواصلت معي احد الزميلات من بعد انقطاع لفترة طويلة ولا اخفيكم كنت اتأخر بالرد عليها لأن لا رغبة لي بمحادثتها وفي اثناء استرسالها بالحديث قالت اني لي فضل عليها ! ودهُشت ماهو الفضل اللذي لم تنساه لي وعادت بعد انقطاع لأجله ؟ قالت لي:ان كان بفضل الله ثم فضلي وبمواصلتي معها ساعدتها بالخروج من فترة انطفائها ! لم اكن اعلم أن لي تأثير وأن وقع كلامي قد يداوي ،لم يكن مروراً عادياً بالنسبة لي شعرت بالاطراء وبقدراتي.
مرور لم يكن عادياً!
هذه التفاصيل دائماً ما تكون مهمة وتمنح شعور عالي بالقيمة الذاتية للمرء في ظل تسارع الحياة وعدم الإلتفات لما قد يتركه بعض الأشخاص من أثرٍ لك أو أثرٌ لهم، وفي الحقيقة لا أجد لهذه الأمور أثر إن لم تدُم لفترة يشعر الشخص بتأثيرها.
حدث معي موقفاً مشابها لزميلة لي كانت قد توصلت لرقم هاتفي مؤخراً، لكنها حصلت على رقمي من خلال تتبع بعض الأشخاص القريبين مني وكان لا بأس في ذلك.
حين أرسلت لي شكرتها على سؤالها واستعجبت من تواصلها معي لأنها لم تتحدث معي بشكل قريب، كانت فقط تجلس جانبي في المحاضرات العملية لمساق مشترك، قضينا بضع شهور بأحاديث عادية قبل أن ينتهي الفصل وننفصل كلياً، حين سألتها بلطف ماذا ذكركِ بي بعد كل هذه المدة، أرسلت لي صورة لكتاب كنت قد فقدته منذ مدة وقالت أنها وجدته مكاني بعد أن غادرت آخر محاضرة، أرسلت لي رسالة صوتية بعدها تخبرني بامتنانها حيث أنها قرأت الكتاب وتعرفت على الكاتب وقرأت معظم مؤلفاته وهذا شجعها على قراءة أشياء أخرى، شعرتُ بالامتنان وقتها لوجود أناس يقدرون هذه الأمور حقاً أظنه شعور أليف وعيظم حقاً :")
التعليقات