كمعلمة لاحظت تراجعاً ملحوظاً في سلوك الطلاب على مر السنوات، حيث أصبحوا يتفوهون بألفاظ بذيئة وغير لائقة داخل الفصل وخارجه، مع القيام بسلوكيات غير مناسبة داخل الفصل، في البداية كنت أعتقد أن السبب يعود إلى الإهمال الأسري، ولكن مع مرور الوقت بدأت أدرك أن البيئة المحيطة بالطلاب تلعب دوراً كبيراً في هذا التراجع أيضاً، الأصدقاء، وسائل الإعلام، والمجتمع بشكل عام يشكلون جزءاً مهماً من التجربة التي يمر بها الطالب. فهل تعتقدون أن الإهمال الأسري أم البيئة المحيطة هي السبب وراء هذا التراجع؟
الإهمال الأسري أم البيئة المحيطة، ما السبب وراء تراجع سلوك الطلاب في المدارس؟
لكن لا يمكننا إلقاء اللوم فقط على البيئة المحيطة إذا كان الأساس وهو الأسرة فاسدًا، على سبيل المثال لدي طالب أبذل معه قصارى جهدي في شرح الدروس وإعطاء الواجبات والمتابعة، ورغم ذلك لا ألاحظ عليه أي تقدم يذكر بسبب إهمال الأسرة له، على العكس هناك طلاب آخرين لاحظت تحسنًا ملحوظًا في مستواهم بسبب اهتمام ومتابعة أسرهم لهم، في الحالتين يتم تلقي التعليم بنفس الطريقة، ولكن الفرق يكمن في الدعم الأسري، الذي يعد العامل الأساسي في تحفيز الطالب على النجاح وتطوير سلوكياته.
لدي طالب أبذل معه قصارى جهدي في شرح الدروس وإعطاء الواجبات والمتابعة، ورغم ذلك لا ألاحظ عليه أي تقدم يذكر بسبب إهمال الأسرة له
للأسف الحل الوحيد لهذا الطالب وهو حل شديد الصعوبة في التطبيق (لما يجلبه من عواقب قد تكون خطيرة على من ينفذوا) هو قيام المدرس بلعب دور أكثر من مجرد مدرس أو معلم وهو دور (المرشد) حيث يلجأ لزيارة تلك الأسرة ويحاول بقدر الإمكان من تحفيزها لدعم طفلهم لكي يتعلم ، لكن بالطبع لا أنصحك بتطبيق هذا الحل إلا إذا كنت حقاً قادرة على تنفيذه .
التعليقات