يقول الروائي أناتول فرانس: "ابحث انت عن المعرفة ، فالمعرفة لا تبحث عن أحد"، فالمعرفة اليوم أصبحت شيء أساسي في حياتنا، لِذا اردت التعرف على ماهية هذا المصطلح وما هو مصدره وما أساسه؟
المعرفة، ما هي وما أساسها ومصدرها؟
لا يوجد تعريف موحد للمعرفة، ولكن يمكن أن نقول بكل بساطة أنها فهم واكتشاف يخرجنا من دائرة الجهل بخصوص موضوع معين. أما بخصوص مصادر المعرفة، فهي كالتالي:
١-الخبرة: فمن خلال تجاربنا وخبراتنا، نكتشف بأنفسنا إجابات عن الكثير من الأسئلة دون أن يتم تلقيننا إياها. والكثير من الحكمة يتم تناقلها من جيل إلى الآخر بفعل الخبرة، فنحن نستفيد من خبرة الآخرين أيضا. وتختلف القدرة على التعلم من الخبرة والتجارب بين الإنسان والآخر، فالتعلم من الخبرة هو دليل مهم على الذكاء.
٢-أصحاب العلم: عندما يتعثر علينا تعلم أو معرفة شيئ من خلال خبرتنا وتجاربنا، نلجأ إلى أهل العلم أو الجهات المختصة في موضوع معين. فعلى سبيل المثال، لمعرفة الكثافة السكانية في بلد معين، نلجأ إلى الاستطلاعات والدراسات التي قامت بها الجهات المختصة في مجال التعداد السكاني.
فهذه الجهات والأشخاص توصلنا إلى المعلومة التي نريد في وقت مختصر دون أن نتعب أنفسنا بالتجربة، ولكن يجب أن نلتقي المصادر الموثوق للمعلومات ونترك احتمالا أن حتى هؤلاء الأشخاص قد يخطؤون ويختلفون فيما بينهم حيال نفس الموضوع.
٣- التفكير الاستنتاجي: هو أسلوب كان أرسطو وأتباعه أول من لفت الأنظار إليه. فيمكن أن نصفه على أنه نهج في التفكير ينطلق من ما هو عام إلى ما هو أكثر تخصصا في موضوع معين من خلال الحجج المنطقية التي يتم التوصل إليها بعد المقارنة بيد عدة فرضيات واحتمالات. والقياس المنطقي هو أحد أنواع التفكير الاستنتاجي. فعلى سبيل المثال، بعد الكثير من التأمل والتفكير، استنتج دالتون أن المادة يجب أن تتكون من جزئيات أصغر تدعى ذرات. ففرضيته أصبحت هي أساس النظرية الذرية.
4-الاستدلال الستقرائي: هو عملية التفكير الاستنتاجي ولمن معكوسة. فهنا يبدأ التفكير من العام إلى الخاص.
فمثلا، في الاستنتاج المنطقي نبدأ من فكرة أن كل الثديات تمتلك رئتين، وكون كل الأرانب من الثديات، نستنتج أن كل أرنب يمتلك رئتين.
أما في الاستدلال الاستقرائي، نبدأ من حقيقة أن كل أرنب تمت دراسته يمتلك رئتين، ولذلك نجزم أن كل فصيلة الأرانب تمتلك رئتين.
التعليقات