الثلاثة أشهر الفارطة كنت أحاول مرة أخرى إفتتاح فرع جديد للشركة في الولاية أو المحافظة التي ولدت فيها ،أنا لا أحب تلك الولاية فالمتحكم في البلدية كنيته الروح وهو قاتل لأخته بسبب جريمة شرف ،جاهل لكنه أغنى شخص في المكان ،طبعا أضف إلى ذلك كمية العرقلة من الأهل و الأقارب فالبيئة يعم فيها الجهل و الأمية ،البارحة كان أبي يكلمني فقد شاهدني أنشر المفارش فوق منزلي ثم لم يرني منذ أيام فقد سافرت من جديد للعاصمة ،تركت بنتا تعمل في المكتب الجديد تتداول على العمل هي و أختها فالإثنتين مصابتين بالسكري ولا تستطيعان إكمال يوم كامل ،حتى الأمراض هناك عجيبة و نادرة، فالعمالة هناك رخيصة جدا بسعر التراب و هناك أدمغة بلهجتنا نسميها فرشكة fraiche لكن أغلبهم محبطين رغم دراستهم الجامعية و ذكائهم الحاد فقد تم تفقيرهم و الأمثلة الناجحة هي لجهلة و أميين فثاني أغنى شخص هو مسلم مرابي يفتحون له البنك يوم الأحد ليدخل أمواله ،لذلك نسبة الإنقطاع رهيبة كما أن الدولة تعمد لتوظيف من لديهم مستوى أقل من الباكالوريا فقد شاهدت فتاة إسمها ريم منقطعة من الباكالوريا تعمل معدة في مخبر الفيزياء في المعهد الذي من المفروض أن يكون في ذلك المكان خريج كيمياء أو فيزياء ،كذلك شاب إسمه حسني إنقطع من السادسة إبتدائي و حين وصل العشرين عينه قريبه في المدرسة القريبة وقد رفض المعلم الذي درسه أن يصبح ذلك الشاب زميله في نفس المدرسة وفي النهاية قبل بالأمر الواقع فقد شغلوا له زوجته في تلك المدرسة ...أظن من شبه المستحيل إقناع الأطفال الصغار بأهمية التعليم لتحسين المستقبل مادام لا يرى أمامه أمثلة لمتعلمين ناجحين حيث يعيش فحتى المعلم الذي يدرسه مجبر على أن يفرض عليه الدروس الخصوصية حتى يحسن من وضعه.
هل لديك حيل لإقناع الأطفال بأهمية التعليم؟
التعليقات