إن مشكلة المياه في الأردن ليست بجديدة وتتفاقم كل عام ؛ وتواجه البلاد عجزاً مائيا بنحو 40 مليون متر مكعب من مياه الشرب لهذا العام .
وتعود أزمة المياه في الأردن إلى جملة من الأسباب كما يراها المحللون والمختصون ، منها الاعتماد كثيراً على المياه الجوفية ، وتراجع تساقط الأمطار وتدني كمية المياه السطحية ، إضافة إلى سوء الاستخدام والاعتداءات المتكررة على خطوط المياه .
قالت دائرة الأرصاد الجوية بتصريحات صحفية سابقة أن الأردن مر بموسم مطري لم يتجاوز 50% من المعدل السنوي، وانخفاض تخزين السدود بأكثر من 80% مليون متر مكعب عما كانت عليه العام الماضي .
وقال مختصون أن الأزمة الطبيعية للمياه في الأردن تتجه نحو استغلال سياسي؛ جراء مواقف ع ّمان تجاه القضية الفلسطينية.
ففي الثلث الأول من أبريل/ نيسان المنصرم، كشف إعلام إسرائيلي عن موافقة حكومة تل أبيب على طلب أردني بالحصول على إمدادات إضافية من المياه، بموجب اتفاقية موقعة بين البلدين بهذا الشأن عام 2010، انبثقت عن اتفاقية "وادي عربة" للسلام الموقعة بين البلدين عام 1994.
وآنذاك قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الإمدادات الإضافية المطلوبة تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية "وادي عربة"، دون توضيح قدر هذه الزيادة.
وقال الخبير بمجال المياه إلياس سلامة لصحافة اليرموك إن مصادر المياه لا تكفي عدد السكان في الأردن وذلك نتيجة الزيادة السكانية الطبيعية وتوافد اللاجئين من الدول العربية .
وأوضح سلامة ، أن الحل الوحيد لأزمة المياه في الأردن هو التوجه لتحلية مياه العقبة وضخها لبقية المحافظات .
وأظهر تقرير محلي أن جائحة كورونا رفعت الطلب المنزلي على المياه بنسبة تتراوح بين 10% و40%؛ نتيجة زيادة استهلاك المياه في أثناء الحظر والإغلاقات، لتغيُّر سلوك المواطنين .
ويشتكي محمود العكاوي من منطقة عوجان في لواء الرصيفة من تأخر وصول المياه وضعف الضخ فيها ، وأوضح " أن المياه لا تكاد أن تصل إلا أنها تقطع " .
سلامة: الحل الوحيد لأزمة المياه تحلية مياه العقبة
وأكد أحمد المشايخ من منطقة جبل الأميرحسن في محافظة الزرقاء من عدم وصول المياه لمدة أسبوعين ونلجأ لشراء " تنكات مياه " بعشرين دينار للتنك الواحد .
ولم يختلف الوضع كثيراً في محافظة إربد عما هو في الزرقاء حيث يعاني قيس محافظة من منطقة كفر جايز من مشكلة عدم وصول المياه لمنطقته وضعف الضخ فيها ، وأن عدادات المياه نتيجة لضعف الضخ تحسب كميات هواء بدون مياه .