هذا موضوع سبق وكتبته في وقت مضى في منتدى مهتم بالتصميم
و لكون تم طرح السؤال علي من قبل الإخوة في موضوع
https://arabia.io/go/4691فاستحسنت أن أضعه كموضوع مستقل
ثم أشير إليه في ردي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لو نظرنا إلى كراج لتصليح ميكانيك السيارات و إلى كراج لإصلاح كهرباء السيارات
لوجدنا تشابها كبيرا ولكن المدقق وخصوصا في اللوح الخشبي على الجدار الذي يحوي مسامير لتعليق الأدوات من مفكات ومفاتيح و كماشات وغيرها لوجدنا أن الاثنان لديهما جزء مشترك يتشابهان به بهذه الأدوات ولكن الجزء المتبقي نجد أن الميكانيكي يمتلك أدوات غير موجودة عند الكهربائي وكذلك الكهربائي يمتلك أدوات غير موجودة عند الثاني
فمثلا الكهربائي يوجد لديه أجهزة قياس كهربائية وكابلات و فيوزات و غيرها
أما الميكانيكي لديه بعض المفاتيح الخاصة لفك أجزاء معينة من المحرك وهذه المفاتيح غير موجودة عند الكهربائي لعدم حاجته لها.
ولكن وجود أجهزة خاصة بإصلاح الكهرباء عند الكهربائي لا تعني أنها غير موجودة في كراج الميكانيك بل توجد لديه ولكن تكون أجهزة بسيطة ذات النوع العادي والرخيص ولا يضعها على لوح الأدوات الرئيسي بل تكون غالبا في إحدى الدروج والسبب لندرة استخدامها ولو احتاج أن يستخدمها فهي من أجل فحوصات بسيطة أثناء سير عملية الإصلاح الميكانيكية
على خلاف الكهربائي الذي غالبا ما يحوي أجهزة متطورة ذات الجودة العالية والغالية الثمن وكثرة الوظائف الموجودة في كل جهاز فحص لما يتطلبه عمله من إجراء فحوصات دقيقة.
المغزى من كل هذه المقدمة تقريب الصورة للإجابة على السؤال :
ما هو الفرق بين الفوتوشوب والإليستريتور ؟
بالشكل العام كلاهما برنامج جرافيكي (كراج سيارات) اضغط هنا لتكبير الصوره ولكن في المضمون كل واحد يركز على أحد أنواع التصميم الجرافيكي
إن الصورة الرقمية لها نوعان رئيسيان :
الأول : الصورة النقطية أو العنصورية أو البِت ماب ويرتبط بها عدة مصطلحات نسمعها كثيرا مثل Pixel , Bitmap , Rasterize
و الثاني : الصورة الفيكتورية أو الشعاعية ويرتبط بها عدة مصطلحات مثل : Vector , Meta , Postscript , Scalable
الفرق بين الاثنان كبير مع أنهما كلاهما في النهاية صورة رقمية
أما الأول فهو عبارة عن تجمع نقاط ملونة ترتيبها على شكل مصفوفة ذات بعدين يعطيها من بعيد شكل صورة معينة بينما هي في حقيقتها نقاط بجانب بعضها البعض كل واحدة لها لون محدد مركب من الألوان الأساسية الضوئية RGB أو الطباعية CMYK
أما الثاني أي التصميم الفكتوري فهو عبارة عن تمثيل لرسومات هندسية مكوناتها الأساسية الأشكال القياسية مثل خط ، مستطيل ، قطع ناقص، منحني بيزييه، بالإضافة إلى الأشكال المركبة من تسلسل نقاط والتي تشكل مضلع أو مسار
مع خصائص لكل عنصر تتمثل بلون الإطار المحيط وسماكته ولون التعبئة و هل اللون بسيط أم مركب على شكل تدرجات أم تكرار لنموذج
إن هذا الفرق بين نوعي الصور يعطي لكل نوع خصائص غير موجودة في الآخر بحيث يكون لكل نوع إيجابيات وسلبيات تجعل منه نوعا مناسبا لاستخدامه في مجال ما.
فالنوع النقطي من إيجابياته :
حجمه صغير وثابت من أجل الصور الصغيرة
يمكن تمثيل تفاصيل الأشياء بأدق تفاصيلها وهذا مايجعله مناسب للصور الفوتجرافية
إمكانية إجراء خوارزميات معالجة الصور التي تعتمد على المعادلات الرياضية المطبقة على مركبات اللون لكل بكسل
وسلبياته :
يكبر حجمه مع كبر حجم الصورة
يتشوه عند تكبير الصورة مما يجعل طباعة الصور الصغير تظهر بمظهر سيء
لكون مركباته نقاط مرتبه يجعل من تعديل تفاصيل الصور عملية مجهدة لكون التعديل على مناطق يؤثر على المناطق المحيطة ضمن الصورة قد لا تنتمي للشيء المراد تعديله مثل تحريك أو تكبير
عدم إمكانية التعديل على الأشياء ضمن الصورة لأن تحريك إحداها سيولد مكانها فراغا لعدم معرفة الخلفية الأصلية مما يستدعي اجتهاد وإجراء بعض العمليات لملئه
كمثال على استخدامه في مواقع النت هو صور jpg , png , gif
أما الرسوم الفيكتورية فمن إيجابياتها :
الحجم صغير جدا مقارنة مع الصور النقطية
لا بتأثر حجم الملف بحجم الصورة
إمكانية تكبير الصورة إلى أي حجم دون أن تتأثر الجودة
وضوح التصاميم بعد طباعته و لا سيما النصوص حيث تظهر بحواف حادة وواضحة
صفاء الألوان وتجانسها وثباتها بعد الطباعة وخاصة عند استخدام ألوان البانتون
إمكانية التعديل على مكونات الصورة من تحريك وتغيير ألوان وتحجيم وحذف وإضافة لكون كل شيء أو عنصر له معلوماته مما يجعل تعديله لا يؤثر على بقية العناصر
لكون توضع العناصر على شكل طبقات أي الترتيب Z يجعل من تعديل العناصر لا يولد فراغا لوجود العناصر الخلفية بكامل تفاصيلها مما يجعل التحريك يستبدل الفراغ بالأشكال الخلفية
إمكانية توليد أنيميشن من خلال تغيير فقط خصائص العناصر من حجم وموقع وألوان خلال الزمن على خلاف الصور النقطية التي لايمكن إنشاء مقاطع متحركة إلا من خلال صور متتابعة مثل الفيديو وهذا ما يفسر الفارق الكبير بين حجم مقطع فيديو وبين حجم ملف متحرك مثل فلاش أو سلفرلايت
وسلبياته :
عند تصميم تفاصيل دقيقة يكلف الكثير من الوقت بالإضافة لزيادة حجم الملف.
غالبا مايحتاج لمشغل عند عرضه لتوليد الأشكال انطلاقا من معلوماتها.
وكمثال على استخدامه في مواقع النت هو ملفات svg
بعد استعراض هذين النوعين الرئيسيين يمكننا القول أن برنامج الفوتوشوب مصمم باتجاه التركيز على التعامل مع النوع الأول وهو الصور النقطية علما أنه يحتوي على أدوات للفيكتور مثل القلم لرسم المسارات والأشكال
بينما الإليستريتور يركز على التعامل مع النوع الثاني أي الرسومات الفيكتورية علما أنه يحتوي على أوامر للتعامل مع الصور النقطية ولكن تبقى أقل من أدوات الفوتوشوب
وبنفس الطريقة نجد أن الفلاش مخصص للتعامل مع الملفات الفيكتورية المتحركة
بينما البريمير والأفتر إيفيكت مخصص للتعامل مع الملفات النقطية المتحركة
ولتوصيل الفرق بشكل أوضح، مثل الماكس والأوتوكاد علما أنهما من شركة واحدة ولكن الماكس لايهتم بالمقاسات بقدر ما يركز على المودلينغ و الإكساء والحركة
بينما الأوتوكاد يهتم ويركز كثيرا على المقاسات والمخططات الثابتة علما أنه يحتوي ريندر ولكن لايصل إلى مستوى احترافية الماكس
من هنا نجد أنه لا ينبغي مقارنة البرامج بهدف اختيار إحداها وترك الآخر وإنما هي مكملة لبعضها البعض.
أرجو أن أكود قد أفدت
أخوكم أبو أحمد
عبد الرحمن أحمد
12-02-2014
التعليقات