أنا أكتب هذه الكلمات وأنا غير مكترث بكم عدد التسليبات التي ستأتيني، لدي من النقاط ما يكفيني للأبد فافعلوا ما شئتم، أما الآن أود أن أتحدث عن كم الهراء الذي يحدث في هذا المجتمع، هذا المجتمع منذ بضعة سنوات كان يحمل نقاشات ضخمة حول كل شيئ من الإجهاض للأخلاق إنتهاءًا بالجنس، كتبت هذا المقال في هذا المجتمع لأن أعيب على أعضائه ما يحدث، عندما يأخذ مقال ثري مثل الذي كتبته به معلومات وتحليلات تسليبات دون نقد حقيقي لمضمون المقال إلا من بعض الأصدقاء، وهذه التسليبات لم تكن الإنطباعات الأولى عن المقال، فالمقال في الأول أخذ تقييمات إيجابية ثم بمرور الوقت وضعت فئة ما يدها عليه وسلبته تسليبًا، في حين أفتح المجتمع وأشاهد الموضوعات الأكثر شيوعًا فأجد - دون أي إهانة فكلها أنواع من الثقافة وكل كتابها أعضاء أحترمهم أقصى إحترام- صورة لقطار وموضوع عن الهراء المنتشر على فيسبوك، ومقالات مكانها مجتمعات أخرى تحصد كل هذه التقييمات، ومقالي الذي يناقش قضية سياسية ومجتمعية وجنسية وحتى دينية بالتحليل وعرض الآراء يأخذ كل هذه التسليبات؟ حقًا من أنتم؟
هذا المقال كشف لي على الأقل عن تلك الطائفة التي لم تكن موجودة في حسوب ومنتشرة الآن في كل مكان على هذا الموقع، طائفة لعينة هي نفسها الطائفة التي تطارد المفكرين لتحرق الكتب وتتهمهم بالشعوذة، لا أتحدث عمن ناقشني في التعليقات حول مناسبة الموضوع لرواد الموقع فهذا ممن يعقلون ولكني أتحدث عن الأنعام التي من عنوان الموضوع أسرعت لتسلبه، متى نشأت هذه الطائفة هنا وكيف؟ أعتقدت أنني عندما دخلت الموقع أول مرة أني سأخرج من بوتقة الخ*** الفكري التي نعيشها في بلداننا، ولكن إذا أردت العودة أجد بوتقة أسوء قد تكونت؟
هذه الطائفة من مميزاتها انها نفسها الطائفة التي ترفع معدلات التحرش ومشاهدة المواقع الإباحية في بلداننا، يضعون الجنس تابوهًا يكسرونه هم بأنفسهم في اليالي الحالكة بل وفي وضح النهار في الأعياد والمناسبات، يعيش في عالم مثالي لا يمت للواقع بصلة ويعتبر نفسه المذنب الوحيد في هذا العالم لذا وجب أن يتصرف مثلما تقول المعايير، بينما حرفيًا لا أحد يطبق هذه المعايير! فيشاهد ويتحرش ويغتصب ليعود شاعرًا بالذنب والرعب من جريمته هذه التي تظل تؤرقه إلى مماته، فنفسيته لا تختلف عن نفسية المجرم التي وصفها دوستويفسكي في الجريمة والعقاب، تحتضنه الأمراض النفسية من كل جانب فينشأ معقدًا ويُنشأ أجيالًا معقدة ويساهم في إخراج الزوفيليين والبيدوفيليين إلى عالمنا هذا، لآتي في النهاية وأكتب عنه هذه الموضوعات.
هنالك من لديهم شكوك منطقية مئة بالمئة وأنا أحترمهم وأحادثهم وهذا الكلام غير موجه لهم، وإن كان هذا الموضوع سيفسدهم فلدينا في الموقع نقاشات في الأخلاق والإجهاض والعلمانية والإلحاد أولى بإفساد قيمكم المزعومة من مقال لم يتطرق لأي إثارة جنسية، مقال لن يكمله كبير حتى يكمله الصغير، أضف لذلك إن تحدثنا بجدية فمن نخدع؟ وصول الفئة التي تخشاها إلى هنا يعني على الأغلب أنهم بالفعل لديهم معرفة جنسية أكثر منك شخصيًا، أضف لذلك أن الثقافة الجنسية وإن كانت في مواضيع توعوية مثل هذه مهمة جدًا، فأن يدرك مراهق مدى بشاعة ممارسة الجنس مع الحيوان، أو مدى بشاعة التحرش بالأطفال، سيجعله أولًا يدرك العالم على حقيقته قبل أن يكتشفه بنفسه ويتحرش به أحدهم.
في النهاية سأكمل هذه السلسلة من المقالات، ولنرى ماذا ستفعل التسليبات.
التعليقات