سيظل العرب جامدين في مكانهم و كأنهم يعيشون في البقعة الغامضة، مادامت مغالطة المنشأ تطارد عقولهم كمتلازمة، بالمثل الذي تطارد به لعنة الخطيئة الأولى المسيحيين.
مغالطة المنشأ و العرب
لا دخل للدين في المسألة، فلو أخذنا طرحك لقلنا أن العلم قد قتل الآلاف من البشر خلال الحرب العالمية الأولى و الثانية، فحتى و لو تقدمت الدول الأوربية و ساهم العلم في ذلك فإنها مع ذلك فقدت العديد من البشر، و ذلك بسبب مساهمة العلم في المجال العسكري، أضف إلى هذا أننا نعيش في مرحلة تسمى التوازن المرعب المبني على توازن القوى ليس بفعل الإقتصاد و إنما بفعل السلاح النووي.
إن تحميلك الدين المسؤولية هو تقييم لا عقلاني لما يحدث في المجتمعات المتخلفة، فالعامل الذي طرحته هو عامل لا يتدخل في المسالة إلا إذا كان بفعل الإنسان... فتخلفنا هي مرحلة لتفريق الأدوار منذ الإستعمار الغربي لبلدان، التي لم تخرج إلا بعد أن وضعت على رؤوسنا عملائها لتحافظ على الوضع كما هو، حتى يتسنى لها بأن نبقى مجرد دول متخلفة لا تصنع وسائل إنتاجها حتى لا تُنافسها في الأسواق العالمية... فالدول الغربية قد قسمت العالم إلى ثلاثة أقسام: الدول الصناعية، الدول التكميلية ، و الدول المستهلكة...
لهذا إن أردنا التقدم فلابد من ثورة تقضي على العملاء، و ليس تحميل المسؤولية للدين أو للعلم، فأنت كمن يقول لطبيب فاشل يجب عليك التخلص من الطب إن كنت تريد أن تُصبح جيدا...
أما المسألة التي تحدثت بشأنها بأن الغرب يُعطينا المعرفة، فهذا أمر جد طفولي، فالمعرفة ليست ملكا لأحد، فبالمثل لو لم يكن هناك حضارة إسلامية لما خرجت الدول الغربية من مستنقع العصور المظلمة، فالنهضة التي أصبحت بسببها الدول الأوربية هكذا، جاءت في الحقيقة من بغداد و غرناطة، و لهذا ستبقى المعرفة ملكا للإنسانية و ليست ملكا لأحد...
حسناً شكراً على ردك
بالنسبة لأن العلم يستخدم في قتل الناس ، فهو يستخدم كوسيلة ، كما استخدمت الاديان كوسيلة للحروب فيما مضى ، عبر الوعود بدخول الجنة الخ ،،
الغرب يعطينا المعرفة لأنه يستفيد منا مادياً
، لو لم يكن هناك حضارة اسلامية لما خرجت الدول الغربية من العصور المظلمة ، اتفق و بشدة هنا ، كل حضارة تستفيد من التي قبلها ، و هذا هو حال الحياة .. و ليس بالضرورة ان معتقد حضارة لانها كانت موجودة في زمان و مكان ما ، انه صحيح ، و لكن تأخذ الجيد و تترك السيء
التعليقات