منذ عدة أيام قمت بشراء نظارة شمس ماركة Gucci ولأنه لا دراية لي بالتمييز بين المنتج الأصلي والمنسوخ، سألت البائع أن يخبرني بصدق ما إذا كانت هذه القطعة أصلية أم لا.
وعلى الرغم من أن الإجابة متوقعة – بسبب سعر النظارة – إلا أنني شعرت بالضيق عندما أخبرني البائع أن النسخة التي في يدي تعتبر Frist Copy. أي واحدة من أفضل وأنجح النسخ التي تمت لنظارة Gucci والتي يصعب معها اكتشاف الفارق.
بعدها بنحو أسبوع توجهت إلى متجر راي بان Ray Ban في مول سيتي ستارز في مدينتي – القاهرة – وقمت بمحاولة (فردية) في لمس الفارق بين نظارتي الجديدة والمنسوخة، فلم أستطع. أمسكت النظارات وحاولت استخراج فارق واحد فقط – في خامة الصنع من واقع خبرتي البسيطة – ولم أستطع التعرف على هذا الفارق.
سألت أحد الأصدقاء عن سبب ارتفاع سعر النظارات بهذا الشكل، فأجابني بالكلمة المستفزة: دي براند Brand
وكأن كونها (براند) كاف لأن يكون سعرها مرتفعًا بهذا الشكل، وخاصة في بلد مثل مصر، معروف أن متوسط دخل الفرد فيه منخفض (أقل من 150$).
أخرج لي نظارته الطبية التي يرتديها، ثم قام بفرد أذرعتها بشكل أدركت معه أن النظارة أصبحت في خبر كان، ولكنه قام بطيها مرة أخرى ببساطة، مستمتعًا بنظرات الدهشة البادية على وجهي. قال معلقًا على ذلك: ابني (فلان) يفعل بها ما هو أكثر من ذلك، ولا تتأثر .. هذه براند إيطالي محترم في عالم النظارات الطبية، وسعره مرتفع للغاية.
ثم أخبرني: ذات مرة اشتريت نظارة شمسية راي بان Ray Ban، وبالخطأ جلست عليها. ذهبت بها إلى التوكيل وسألتهم الحل. طلبوا مني تركها عدة أيام وسيحاولوا علاجها. عُدت بعدها وسألتهم عليها، أعطوني إياها بعد الإصلاح وسألوني "ما رأيك فيها الآن؟ هل تروق لك؟" بالفعل عالجوها ولكن مازال شكلها سيء للغاية. فأخبرتهم "لا .. لا يعجبني شكلها حتى بعد الإصلاح". ببساطة شديدة قاموا بأخذها مني، وإعطائي واحدة جديدة تمامًا من نفس النوع .. هذا هو ما تعنيه كلمة توكيل أو براند Brand. نفس الأمر مع السيارات المقدمة من رينو .. نفس الأمر مع الأحذية المقدمة من كونكريت .. كل ما ذكرته لك كان نتائج تجارب شخصية مباشرة ... هذه ميزة أن تشتري من براند. انتهى كلام صديقي
أي أنه لتمييز المنتج الأصلي من المنسوخ ينبغي أن تشتري من التوكيل الرسمي للبراند فقط حتى تطمئن على أصالة المنتج، أما ما عدا ذلك فهو في الغالب منسوخ (مقلد).
التعليقات