اسعد الله أوقاتكم بكل الخير ياقوم ^^
من وجهة نظرك، هل تعتقد أن الإنسان مٌسير أم مُخير بمفاهيمه ومبادئه ومعتقداته؟
بطريقة أخرى:
هل منظوماتنا الفكرية تتشكل بصورة موضوعية؟
ان الافكار و المعتقدات التي ينطلق منها الانسان لبناء افكار جديدة و التي قد تهدم بعض الافكار القديمة يكون فيها الانسان مسيرا . و تأتي مرحلة يمر فيها البشر يهدي بها الله الانسان السبيل اما شاكرا و اما كفورا . اذ قال الله تعالى في قرآنه الحكيم ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا ) و قال تعالى ( و هديناه النجدين ) و قال تعالى ( فألهمها فجورها و تقواها ) . اي تعرض على الانسان من لحظة الى اخرى فكرة اما ان تكون حقا او باطلا . فإما ان يوافقها او ان يرفضها و بالتالي الانسان مخير في الموافقة او الرفض و لكنه مسير في ما يعرض عليه من الافكار و التي قد تكون حقا او باطلا . و هنا قد يجول في خاطر الانسان شبهة و هي ان اكثر يكونون على دين آباءهم و بالتالي فإن الناس مسيرين حسب ما يخيل الى من طرأت عليه تلك الشبهة . فكيف يحاسب الله الناس على ما هم مسيرون عليه ؟ و الجواب حسب علمي يتلخص بأمرين .
الامر الاول ان ليس كل من ورث دين الحق من الوسط الذي تربى عليه يكون بالضرورة من اتباع ذلك الدين و ان ظهر عليه ذلك . فهناك المنافقون و هناك الخارجون منه دون علم منهم . ففي دين الاسلام مثلا وصف الله تعالى في كتابه الحكيم الذين استهزءوا برسول الله صلى الله عليه و سلم بأنهم كفروا بعد ايمانهم . اذ قال تعالى ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ) . و كم من انسان ظاهره الاسلام و يشتم الله تعالى في العلن . تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . و كم من انسان يبغض تعاليم الاسلام رغم ان ظاهره الاسلام . و غير ذلك من الاسباب . نسأل الله السلامة . و هنا احذر من تكفير الاعيان فقد يكون للانسان عذرا لا نعلمه كأن يكون خارجا عن الوعي في لحظتها او غير ذلك و تكفير الاعيان لا يكون الا عبر العلماء . و كذلك هناك من ظاهرهم انهم من دين مخالف لدين و لكنهم قد يكونوا من اهل الفترة الذين لم تصلهم الدعوة الى دين الحق فقد يعذرهم الله او قد يمتهحنهم في الآخرة و لبس في الدنيا .
الامر الثاني و هو الاصطفاء . اذ ان الله اصطفى الانبياء عليهم السلام و كذلك اصطفى من يتبع الانبياء عليهم السلام و اصطفى ابناءهم . ففي اصطفاء ابناء الاتباع سبب مهم لحفظ دين الحق . اذ لو كان ابناء اتباع الدين الحق من الكفرة بدين الحق و كان ابناء الكفرة من اتباع دين الحق لتعسر حفظ الدين نظرا لانقطاع سلسلة نقل الدين من الابناء الى الابناء و صعوبة تواصل الآباء مع الملتحقين الجدد بالدين نظرا نظرا لرفض الكفرة بدين الحق لذلك التواصل و بعد المسافة و املاء الكفرة بدين الحق لشروطهم بالتواصل . و لان الملتحقين الجدد لم يتربوا و ينشئوا على دين الحق مما يصعب عليهم الفهم و الالتزام و الاحاطة به . و الله تعالى اعلم . اعد قراءة التعليق نظرا لاحتمال ان تكون نسيت ما طرح فيه من الافكار بالبداية .
التعليقات