لا يخفى على أحد منا أننا نعيش حالياً في تخلف و جهل ولا نواكب باقي الأمم في تطورها.
دائماً ما كنت أتسائل منذ صغري لماذا نحن و يدور في ذهني هذا السؤال ، ليعرض كلُ منكم ما هي الصفات التي تعتقد أنها قد تكون سبباً لتخلفنا بشكل عام و اقتراحك لتفادي هذه المشكلة ...
سأبدأ بنفسي :
- عدم الاعتراف بوجود الإختلاف :
نحن لا نعترف بوجود أي شيء يتخالف معنا ، مثلاً اذا كنت تعتقد ان كريستيانو أفضل لاعب ، و جاء شخص آخر وقال أمامك أنه يرى أن ميسي أفضل لاعب ستتحاور معه لساعات لتقنعه أن كريستيانو أفضل لاعب و ستسخر منه و ستظن أنه غبي ولا يفهم و أنه على خطأ.
انا في الحقيقة لا أتابع الكرة ولا أعلم عنها شيئاً و لكن حصل أمامي مؤخراً ، قد يقول البعض أن هذه هي الطبيعة أنك ستحاول الدفاع عن الشيء الذي تحبه ، و أنا أتفق معك في هذه النقطة ، و لكن المشكلة الوحيدة أنك تعتقد أن الشخص الآخر مخطئ ، ففي هذا المثال يجب أن تعرف أنه لا يوجد مخطئ و مصيب بل يجب أن تتقبل أنه يوجد مشجعين للاعبين آخرين.
مثال آخر أيضاً لتوضيح الفكرة
اذا كان والدك مقتنعاً أن كلية طب هي الكلية المنشودة ، لن يهم ما تقول فهو لن يرضى أن تختار مجالاً آخر ، لأنه يرى أنها هي المناسبة ، قد يبدو هنا أنه شيء قد يحدث في اي مكان و لكن عندنا بنسبة كبيرة ستجد طالما ان والدك يرى أن شيئاً ما هو الصحيح لن يقول لك افعل ما تحب بل سيجبرك على هذا الاختيار لأنه يقتنع انه هو الصحيح.
عندنا بشكل عام نزعة كبيرة جداً في الاقتناع بشيء واحد فقط ، لا يمكننا تقبل وجود اختلاف في اي شيء هناك الكثير من الأمثلة ستشاهدها في حياتك اليومية شخصياً أنا اعتقد أن عدم تقبلنا للأختلاف يضع الكثير من الأشخاص في أماكن خاطئة و يجعلنا تائهين ضائعين نتصارع على أشياء لا جدوى منها .
اعتقد ان السبب الذي جعلنا هكذا رغم انه لن يعجب الكثير كلامي لأنه سيقع في نفس الأمثلة التي بالاعلى لانه لن يتقبل اختلافي معه .. و هذا اعتقادي الشخصي ولا ألزم به أحد
السبب في نظري هو الدين ، يجعلك ترى أنك على الطريق الصحيح الملة الواضحة من خالفك فهو على خطأ و من صار معك فهو على صواب ، يجعلك ترى كل شيء بحكم مسبق بدون احكام عقلك في اي شيء ، ترى أن غيرك متقدم ومتفوق عليك بمراحل ولا تبالي لأنك مؤمن و تعتقد ان دينك سينصرك ، من رأيته يخالف الدين تنظر اليه بنظرة استصغار كيف له ان يكون غبياً هكذا ، و بالتالي تثبت على موقفك ولا يمكنك التحرك للأمام مثل باقي الأمم ، دائما ما أسمع من رجال الدين ان الدين بالفطرة وانك تشعر بحلاوته و ما الى ذلك و لكني لا أرى غير انه مخالف للفطرة ، و يجعلك تتوقف عن استعمال عقلك بطريقة صحيحة . تخيل معي فتاة تريد ترك الحجاب لن تستطيع لاننا نفرض عليها الحجاب ثم ننادي بأننا نسعى للحفاظ عليها .. و هذا ليس مقتصرا على الحجاب انا اعيش في مجتمع مسلم دائماً اذا حاولت ان افعل شيئاً خارج العادات و التقاليد تلقى هجوماً من الجميع ، انهم يتدخلون في حياتي الشخصية بشكل مبالغ فيه في كل يوم و كل لحظة تقريباً ، فكيف لنا ان نتقدم ؟؟ كل يوم اسمع شخص ينصح باسم الدين و يقول كلاماً ليس له معنى كالدعاء الخ او يقرأ آيات و يقول لو استمعنا الى هذه الآيات لحلت كل مشاكلنا ... ؟؟؟ " و الحجة اننا لا نطبق الاسلام بالطريقة الصحيحة لهذا نحن في ابتلاء " و هل تختلف هذه الجملة عن اي ديانات اغريقية او الخرافات التي نشاهدها في الأفلام ،، و في نظري اي ديانة غير الاسلام ستؤدي لهذه النتيجة المأساوية من التخلف ، و لكن باقي الديانات كالمسيحية المؤمنون بها لا يعملون بها ولا يلتزمون بما فيها هم يعتبرونها كنوع من التراث اقرب اليها من ان تكون ديانة ،،، نحن فقط لاننا نطبق اجزاء كبيرة من الاسلام لذلك نحن ما زلنا متخلفين ، و ليس كما يروج تجار الدين ان السبب اننا لا نطبق الاسلام ، و بالنسبة لشبهة لقد كان الاسلام في حضارة سابقاً ! ، الاغريقيون كانوا كذلك ، الفراعنة كانوا كذلك ، سبب سيطرة الاسلام على بقاع كثيرة سابقاً ، الجوائز الكثيرة التي يعرضها الدين للمجاهدين من الحور العين الخ ، التي كانت تجعل الناس تتشوق للموت وقتها ...
لكي لا تفهم الموضوع بشكل خاطئ انا لا أنصح هنا بترك الاسلام ، بل ان تطبقه على نفسك فقط ولا يلزم اي شخص اخر بمعتقداتك ، وايضاً سيطرة الاسلام على فكرك سيجعلك غير قادر على مواكبة التطور ، فأننا ننافق انفسنا في هذه الاوقات لان الجميع يعلم اذا طبق الاسلام بالحرف لن تستعمل التكنولوجيا ولن يكون عندك الوقت لها ، و ستعتبرنا الدول الأخرى ارهابيين وهذا ليس من وحي خيالي و لكنها الحقيقة و الجميع يعلم هذا
التعليقات