كثيرا ما أرى في مجتمعنا المغربي و العربي عامة بعض الأمور الخارجة عن نطاق المعقول لكن تعتبر من الثقافات و التقاليد المتجذرة في عمق السلوك والفكر والقيم ، مثل ظاهرة زواج القاصرات التي مازالت و لازالت لحد الان متفشية وبشكل علني ، فهناك عدة أسباب لهذه الظاهرة ومن بينها إنتشار الجهل والفقر و وكذلك دور الاباء الذين يتهربون من الامسؤولية وتخفيف العبئ عليهم من ناحية المصاريف ، لكن ماذا عن نتائج هذا الزواج وآلية مواجهته؟ هل منكم من تزوج وهو قاصر أو قاصرة ؟
زواج القصر ، ما رأيك ؟
دليل أن الأمر مستهجن هو أن أبو بكر قال لمحمد أنها "صغيرة" ولكن محمد أصر على الزواج بها.. والدليل الثاني أن محمد رفض تزويج فاطمة لعمر و لأبي بكر بحجة أنها صغيرة عليهم، فكيف تكون فاطمة صغيرة على عمر وتكون عائشة ليست كذلك؟
الموضوع واضح/ يحق لمحمد المزواج مالا يحق لغيره
بداية تأدب مع سيد الخلق. واتني بالمصادر التي تأتي بها بهذا الهراء..
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين، وقيل سبع، بإذن أبيها (هنا قيل انها صغيرة) ، ولكنه لم يدخل بها حتى كبرت وبلغت سن المحيض وشبت شبابا حسنا، وكانت عائشة تفخر بزواجه منها وهي بكر، وهذا يدل على أنه لم يدخل بها حتى أصبحت في مرحلة تطيق فيها الوطء فقد دخل بها وهي بنت تسع، وكان نساء قريش يبلغ بعضهن عند السنة التاسعة كما قال الإمام الشافعي، وقد هنأها النساء بهذا الزواج فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، ومثل هذا النكاح لم يطعن أحد به في ذلك العصر مع كثرة أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود والمشركين، فقد كان معروفاً في الجاهلية، وجاء الإسلام وأقره، وهو أن الصغيرة تخطب وتتزوج بإذن وليها، وقد كانت عائشة مخطوبة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مطعم بن عدي، كما ذكر ذلك الطبري وابن كثير، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد أن أصبحت صالحة للجماع، وبنت تسع سنين صالحة للوطء وبالغة مبلغ النساء في كثير من البلدان، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والبيئات.
قال النووي: قال الداودي: وكانت قد شبت شباباً حسناً رضي الله عنها. ولما كانت أعرف بنفسها وأنها بلغت مبلغ النساء قالت -كما روى عنها الترمذي-: إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة.
وأما قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم يتبع هواه فإنهم يعتمدون في ذلك على ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.
ومعنى الحديث: أن الله سبحانه وتعالى خص نبيه من بين سائر المؤمنين بأن أي امرأة وهبت نفسها له فله أن ينكحها. فعند نزول الآية المذكورة قالت عائشة: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. ومعناه كما قال ابن حجر: (أي ما أرى الله إلا موجداً لما تريد بلا تأخير، منزلا لما تحب وتختار. وقال القرطبي: هذا قول أبرزه الدلال والغيرة، وهو من نوع قولها: ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله. وإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يحمل على ظاهره لأنه لا ينطق عن الهوى، ولا يفعل بالهوى، ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق، و لكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك.
الموضوع واضح/ يحق لمحمد المزواج مالا يحق لغيره
نعم يحق له ما لا يحق لك ... فهو نبي من عند الله وخصة الله ولكن هذا الحديث هو لدليل على عفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم شهوانيته حتى في ما خصة الله، لأن الله أباح له أي امرأة تهب نفسها له، وجاءه كثير من النساء وعرضن أنفسهن عليه وردهن، فقد أخرج الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له. قال ابن حجر في الفتح: وإسناده حسن، والمراد أنه لم يدخل بواحدة ممن وهبت نفسها له، وإن كان مباحاً له، لأنه راجع إلى إرادته لقوله تعالى (إن أراد النبي أن يستنكحها).
لماذا عائشة !
إن اتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصاهرة أبي بكر وعمر بزواجه بعائشة وحفصة، وكذلك تزويجه ابنته فاطمة بعلي بن أبي طالب، وتزويجه ابنته رقية ثم أم كلثوم بعثمان بن عفان، يشير إلى أنه يبغي من وراء ذلك توثيق الصلات بالرجال الأربعة، الذين عرف بلاءهم وفداءهم للإسلام في الأزمات التي مرت به، وشاء الله أن يجتازها بسلام.
فالحاصل أن زواجه من عائشة رضي الله عنها كان توثيقاً للصلة بصاحبه ورفيق هجرته أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد تزوجها وهي بنت ست سنين كما اسلفت ذكرا ، في شوال سنة إحدى عشرة من النبوة، وبنى بها في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر وهي بنت تسع سنين، وكانت بكراً ولم يتزوج بكراً غيرها.
زواج عمر رضي الله عنه
كل ما تم تناقله عن زواج عمر رضي الله عنه ، مقطوع السند ، ضعيف المصدر.
الثابت زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
قال ابن كثير رحمه الله :
" تَزَوَّجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي أَيَّامِ وِلَايَتِهِ بِأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَأَكْرَمَهَا إِكْرَامًا زَائِدًا ; أَصْدَقَهَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ لِأَجْلِ نَسَبِهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " .
والله أعلم.
@Jablom اكل القط لسانك ؟
التعليقات