نظرية التطور هي أحد أهم النظريات العلمية التي شهدها التاريخ، كذلك هي واحدة من الموضوعات الجدلية التي تلاقي خلافات ونقاشات متعددة بين المؤيد والمعارض. بالرغم من أهمية نظرية التطور وكونها أساسًا في علم البيولوجي، ويوجد بالفعل تخصص يسمى باسم البيولوجيا التطورية الذي يستند على مبادىء نظرية التطور ويتم تدريسه في كافة جامعات العالم، إلا أن هناك العديد من الأفكار الخاطئة التي يتم نشرها حول تلك النظرية. لذا أعتقد أنه من المهم طرح ومناقشة هذا الموضوع هنا، لكن دعونا نفكر في الأمور التالية قبل إبداء أي رأي:
تعريف التطور
التطور بمعناه الحالي المقصود به هو تغير صغير عادةً في المادة الوراثية الخاصة بعشيرة من الكائنات، والتي يؤدي تراكمها الى إمكانية تشكل صفات وأنواع جديدة، حيث يشير التشابه بين الأنواع الى انحدارها جميعاً من أصلٍ مشترك، ومع حدوث الانقسام بدأت أنواع مختلفة بالظهور بشكلٍ تدريجي.
داروين ليس أول من تحدث عن التطور
داروين ليس أول عالم يتحدث عن التطور بمعناه عدم ثبات الأنواع، فقد سبقه الكثيرين منهم فلاسفة الإغريق، والفلسفة التاوية في الصين القديمة، والرومان، والحضارة الإسلامية. على سبيل المثال تم تدريس الأفكار التطورية في المدارس الإسلامية ويعتقد بعض العلماء من بينهم جون ويليام درابر أن أعمال المسلمين في التطور أثرت على لامارك وداروين. أيضًا قدم الجاحظ فكرة متكاملة عن التطور في كتابه الحيوان.
الإنسان ليس أصله قرد
بالرغم من أن هناك مصطلح شائع يقول أن الإنسان أصله قرد، إلا أن هذا المصطلح والصورة التي تمثله خاطئة تمامًا. الحقيقة أن داروين لم يذكر مطلقًا أن الإنسان أصله قرد، وكذلك لا تذكر نظرية التطور شيئًا عن هذا الأمر، ولكن الأصح والدقيق علميًا كما يذكر داروين هو أن الإنسان والقرد يجمعهم سلفًا مشترك واحد أي أن العلاقة بين الإنسان والقرد تشبه علاقة أبناء العم وليست علاقة الآباء بالأبناء كما يٌشاع حول النظرية.
التطور ليس مجرد نظرية
معنى كلمة نظرية في مجال العلوم، هو أن هناك العديد من الاستنادات والأدلة التي تدعم صحة الفرضية كما أنها قابلة للاختبار في عالم الأدلة التجريبية. أي أن نظرية التطور تشبه نظرية النسبية وغيرها من النظريات وليس معناها أنها مجرد فرضية قابلة للصحة أو الخطأ بل هناك آلاف الأبحاث والتجارب والأدلة التي تدعم صحة نظرية التطور.
هناك تطبيقات عديدة للتطور
هناك صناعات كثيرة تعتمد على أسس ومبادىء علوم البيولوجيا التطورية من بينها على سبيل المثال وليس الحصر :
تحسين المحاصيل الزراعية، وسلالات حيوانات المزرعة بالتهجين والانتخاب.
إنتاج اللقاحات الأفضل يتم على أسس تطورية.
مجالات تطوير واختيار الدواء، والصناعات البيو تكنولوجية تقوم على أسس البيولوجيا التطورية.
إطالة الزمن الفعّال لاستخدام الأدوية والكيماويات عن طريق حل مشكلات تطور مقاومة الكائنات الضارة المستهدفة.
بناء الشجرة التطورية للعلاقة بين الكائنات، واستخدامها في الدراسات الأساسية والتطبيقية.
تتبع أثر وتطور مسببات الأمراض والأوبئة، والبحث عن نقاط الضعف لمواجهتها.
الإنتاج الصناعي للكيماويات، والعوامل الحيوية عن طريق التطور الموجه.
والآن بعد هذه المعلومات، ما هو انطباعك حول نظرية التطور؟ هل تعتقد أنه لا فائدة من دراستها أو أنها مجرد خدعة أو أنها ضد الدين؟ شاركنا رأيك
التعليقات