حسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أبريل/نيسان 2016 فإن سكان محافظة القاهرة الكبرى (مصر) بلغوا 22.5 مليون مواطن. هذا غير أكثر من 5 ملايين يدخلون القاهرة بشكل يومي من محافظات مصر المختلفة، سواء للعمل أو لتخليص بعض الأوراق والإجراءات الحكومية. أي أن القاهرة يربو عدد من يتواجد فيها على الثلاثين مليون إنسان، بما يمثل 30% من الإعداد الإجمالي لسكان مصر (100 مليون افتراضًا). بينما القاهرة تمثل فقط 0.3% من المساحة الإجمالية لمصر.

أي أن 30% من السكان يعيشون على مساحة 0.3% من إجمالي مساحة الأرض، بما يساوي متوسط كثافة 18000في الكيلومتر المربع الواحد.

السؤال: هل تؤثر هذه الكثافة الضخمة على أخلاقيات الناس؟

غياب أخلاقيات إيجابية مثل الرحمة، المودة، التسامح، الإيثار، التفاهم، الكرم، وغيرها من الأخلاقيات التي تميز الشعوب العربية، ينخر – فعليًا – في صلابة مثل هذه المجتمعات. هل من الممكن أن يؤدي الزحام إلى غياب مثل هذه الأخلاقيات؟ سؤال يحتاج إلى إجابة.

لفت نظري تعليق أحد أصدقائي بجملة "ظاهرة أخلاقيات الزحام" .. أول مرة أعرف بهذا المصطلح، وربما يشير إلى مجموعة معينة من الأخلاق ترتبط – أكثر ما ترتبط – بالأماكن المحدودة المساحة التي يتواجد بها عدد كبير من الناس.

بالطبع، لا داعي للحديث عن عصبية، وتعجل، وسوء أخلاق شريحة عريضة ممن يمارسون حياتهم من عاصمة الزحام في الشرق الأوسط: مدينة القاهرة ولكن هل هذا بتأثير الزحام وحده، أم الأمر له علاقة بعوامل أخرى؟

السؤال الآخر: هل يؤثر هذا الزحام على أخلاق الإنسان في حياته الشخصية؟

بمعنى: الرجل يذهب إلى عمله، فيتعرض للزحام ذهابًا وإيابًا وربما في العمل كذلك. هل يؤثر هذا الزحام على أخلاقه مع زملائه في العمل؟ والأهم: هل يؤثر هذا الزحام على أخلاقه مع أسرته؟

وهل هناك جانب سلبي من التأثر بالزحام بعيدًا عن السلوك الظاهر؟ أقصد: هل من الممكن أن يفقد الرجل بعضًا من مبادئه بسبب تعرضه للزحام بشكل متواصل؟ (مبادئ مثل الأمانة، الشرف، النزاهة، ... الخ).

أستمتع بآرائكم :)