في موضوع سابق تحدثت عن (أكذوبة اختبارات الذكاء) وكم هي اختبارات ظالمة لأنها تركز على جانب واحد فقط من جوانب الذكاء، بينما إمكانيات العقل تتعدى حدود حل المعادلات والأحجيات المنطقية.
في هذا الموضوع سنناقش 8 أنواع من الذكاء قام بتصنيفهم دكتور هيوارد غاردنر من جامعة هارفارد. بالطبع هناك مؤاخذات عن نظرية د. غاردنر – حسب تعليق المتخصصين – ولكن النظرية في حد ذاتها يُستأنس بها، لأنها تحوي الكثير من الحقائق.
لنبدأ....... واختر لنفسك...........
ملاحظة هامة: عقل الإنسان الطبيعي يمتلك الأنواع الثمانية من أنواع الذكاء، ولكن هناك نوع معين يطغى أو يهيمن على البقية، وهو ما تظهر العبقرية معه.
1. الذكاء المنطقي أو الرياضي Logical-Mathematical Intelligence
هو ذكاء علماء الرياضيات. هذا النوع من الذكاء ينتبه صاحبه إلى كل التفاصيل الدقيقة والروابط التي نفس الشيء، فيعرف بداية ونهاية كل شيء حتى لو لم تدركها عينه.
هذا النوع من الذكاء لا يبرع في المسائل الرياضية فحسب، ولكنه بارع كذلك في المنطق والاستنتاج. فنجد أن عبقرية شخصية خيالية مثل شيرلوك هولمز مبنية على تفوق ملحوظ في الذكاء المنطقي. ستجد صاحب الذكاء المنطقي بارع للغاية في الرياضيات، والبرمجة، والبحث الجنائي، وحل الألغاز.
من الشخصيات البارزة في هذا النوع من الذكاء: ألبرت أينشتين، توماس إديسون، نيقولا تيسلا، ستيف وزنياك، وغيرهم
2. الذكاء الإيقاعي أو الموسيقي Musical Intelligence
هذا النوع من الذكاء لديه حساسية مفرطة ناحية الأصوات والنغمات، فيستشعرها كما يستشعر الفرد منا الفارق بين الأطعمة المختلفة. على يد هذا النوع عرف العالم موسيقى ربما لم يكن ليعرفها قبل أن يوجد هؤلاء الأشخاص. أذن هذا النوع من الأشخاص لا يمكن خداعها بأي حال من الأحوال، فصاحبها يدرك جيدًا الفارق بين النغمة والنشاز.
من الشخصيات البارزة في هذا النوع من الذكاء: بيتهوفن، موتسارت، كارل أورف، وغيرهم.
3. الذكاء اللفظي أو اللغوي Linguistic Intelligence
وهو القدرة على اختيار الكلمات ووضعها في مواضعها الصحيحة. صاحب هذا النوع من الذكاء يتمتع بحصيلة لغوية ضخمة تتيح له توظيف الكلمات وفق الهدف الذي يرغب، بحيث تخرج الكلمات في النهاية مبهرة، تطرب السامع أكثر من الموسيقي.
هذا النوع من الذكاء تميز به الشعراء والأدباء والكتاب عبر العصور. القائمة تطول للغاية لو أردنا ذكر أمثلة من الشخصيات على هذا النوع من الذكاء.
من الشخصيات البارزة في الذكاء اللفظي أو اللغوي: المتنبي، الفرزدق، العقاد، ابن زيدون، شيكسبير، تولستوي، داستوفيسكي، تشارلز ديكنز، وغيرهم
4. الذكاء الحركي أو العضلي Bodily – Kinesthetic Intelligence
هو ذكاء الشعور بالجسد وحركة الأشياء، وتناغمها الكامل مع جسدك. هذا النوع ليس حكرًا على الراقصين كما قد يتراءى لك الآن، ولكنه كذلك مهم للجراح، والساعاتي، والرياضي، والحرفي التي تتطلب مهنته دقة حركية منه.
*من الشخصيات البارزة في هذا الذكاء الحركي أو العضلي: بروس لي، جاكي شان، مارادونا، د. مجدي يعقوب، والصناع والحرفيون. *
5. الذكاء البصري أو المكاني Spatial Intelligence
هذا النوع من الذكاء يعني بالإدراك المكاني للأشياء، وكيف ستكون عليه. يبرع في هذا النوع من الذكاء مصمموا الجرافيك، والمهندسون، والرسامون، والنحاتون.
ملكة الإدراك المكاني تساعد صاحبها على إدراك أبعاد المساحات المختلفة، والأحجام المتباينة. صاحب هذا النوع من الذكاء قد يكون رسامًا أو نحاتًا، أو مهندسًا للديكور.
من الشخصيات البارزة في الذكاء البصري أو المكاني: محمود مختار، بابلو بيكاسو، مايكل أنجلو، إدوارد مونك، ليوناردو دي فينشي، جويا، وغيرهم.
6. الذكاء الاجتماعي Interpersonal Intelligence
وهو الذكاء المختص بالتعامل مع البشر على اختلاف طبائعهم وصفاتهم، وكيفية كسبهم وكسب ودهم. صاحب هذا النوع من الذكاء ينتشر بين الناس بنشاط، ويحرص على فهم الطبائع المختلفة، ولديه القدرة على فهم الحالات النفسية للكثير من الأشخاص بدون أن يتكلموا، ويحظى بالقبول لدى العديد من الأشخاص مختلفي الطبائع، بسبب تعادله العاطفي، وقدرته على استيعاب وجهات النظر المختلفة، والربط بينها بدون أن يخسر أي طرف من الأطراف المختلفة.
صاحب الذكاء الاجتماعي
ينشط للغاية في الأعمال والألعاب الجماعية، وكذا الأمور التي تتطلب قيادة أشخاص في مشروع كبير.
من الشخصيات البارزة في الذكاء العاطفي: أوبرا وينفري، د. إبراهيم الفقي، وغيرهم كثير
7. الذكاء النفسي أو الروحي Intrapersonal Intelligence
هذا النوع من الذكاء يختص به أصحاب الإدراك الفائق للتفاصيل الداخلية والتي تدور حولهم. يتمثل هذا النوع من الذكاء لدى الأشخاص الذين لديهم اهتمام خاص بالناس من حولهم، وأصحاب الرؤى العميقة، والقادة الروحيون.
من الشخصيات البارزة في الذكاء النفسي أو الروحي: مالكوم إكس (مالك شباز)، علي عزت بيجوفيتش، تشي جيفارا، وغيرهم كثير
8. الذكاء العاطفي Emotional Intelligence
وهو الذكاء الذي يعني بالإدراك الداخلي والخارج لمشاعر الإنسان وأحاسيسه المختلفة، وكيفية توجيه تلك المشاعر والأحاسيس بشكل سليم في علاقاتنا مع الآخرين. يوصي د. دانيال جولمان بضرورة تعلم الذكاء العاطفي لكل الناس، لأنه الوسيلة الأفضل في إنشاء علاقات صحية مع الآخرين.
من الشخصيات البارزة في الذكاء العاطفي: أنت بالطبع، إن استطعت التعامل مع نفسك والآخرين بشكل صحيح
التعليقات