سأطرح رأيي بداية.

الاجابة المختصرة: أجل.

الاجابة المطوّلة:

  • متلازمة الصف الثامن التي يعاني منها أغلب الذين يشعرون أنهم "أكبر من عمرهم". والذين يعتقدون أن العمر لا تأثير له على شخصية الانسان.

مثال من حياتي: قبل بضعة سنوات كنت اعتقد انني "أكبر من عمري" وبسبب هذا توقفت عن اعمال عقلي لفترة طويلة. لماذا؟ لان هذا الاعتقاد ومتلازمة الصف الثامن تجعلك حبيس نفسك... وهي مرحلة طبيعية، تخرج منها بعد أن تكبر بالعمر قليلاً وتنظر حولك لترى أنك لست مميزاً فعلياً لهذه الدرجة.

(متلازمة الصف الثامن: ليس مرضاً فعلياً، وإنما حالة نفسية يدخل فيها الأطفال عادة في الصف الثامن وربما تستمر لبداية العشرينات، يخلط فيها الطفل بين الواقع والخيال ويسبب المشاكل لمن حوله بسبب غبائه. المصطلح ياباني ولا أدري إن كانت له ترجمة عربية مختصرة)

  • الانسان يكتسب أشياء من خلال التقدم بالعمر لا يمكنه أن يكتسبها بالدراسة.

قبل سنة تقريباً كنت أعتقد أن شيئاً قمت به يسمى كتاباً، وقبل سنة تقريباً كنت "أدوّن" هنا بشكل يومي، وقبل سنة تقريباً كنت أعتقد أنني أفهم شيء ما من الحياة. وخلال سنة تغيرت كثيراً وعندما أنظر لذاك الوقت أعتقد أنني بأقل تقدير أنعت نفسي بالغباء. وأعتقد انني سأنظر بعد سنوات لما أكتبه الان وانعت نفسي بالغباء. وأعتقد أن هذه هي الطريقة الأسلم لتطوير الذات، طالما يصحح المرء طريقه فهو يمشي بالاتجاه الصحيح.

  • الموهبة جميلة، سواء كنت مبرمجا او مصمما او مترجما او ايا كان عملك... ولكنها ليست كل شيء.

أفضل العمل مع شخص ناضج يميز بين المزاح والجد والعمل والحياة العادية بدلا من شخص يدعي النضج ولا يفهم نصف ما اقوله. لا أريد العمل مع شخص يبالغ في التعامل بلطف "كما كنت أفعل في وقت ما" ولا يبالغ في التصرف بفوقية "كبعض من عملت معهم في وقت ما" ولا أريد أن اتعامل مع شخص لا يدرك اهمية ما اقوم به. تكثر الأساليب السيئة في التعامل بين الأفراد دون ال25 ولم أجدها بتعاملي مع من أعمارهم متقدمة، الا مع بعض الأطفال الكبار.

  • العام الذي ولدت فيه يحدد الكثير من الأشياء في شخصيتك شئت أم أبيت.

الفرق بين أبناء ال96 وال95 وال97 في سوريا مثلاً ضخم جداً، السبب أن كل منهم دخل سن "المراهقة" في مرحلة محددة من الأزمة التي تمر بها البلاد. بعضهم دخلها في السنة الأولى، بعضهم دخلها قبل سنة، وبعضهم بعد سنة، ويمكنني معرفة عمر الشخص من خلال نظرته لما يجري في البلاد -على الرغم من عدم اهتمامي بالسياسة- لأن لكل من هؤلاء طريقة مختلفة للنظر للحياة. وهذا ليس فقط في سوريا، وإنما هو فقط أكثر وضوحاً فيها لأن التغييرات التي حصلت جذرية جداً.

هل هناك ضرورة لمعرفتي عمر شخص قبل أن أتعامل معه في العمل أو أن ادخل معه في نقاش؟ حتماً. على الأقل بالنسبة لي.